بعد 133 عاماً... الشركة تحذّر المستثمرين أنها قد لا تصمد طويلاً لتأخر لحاقها بالتصوير الرقمي
العملاق العالمي «كوداك» تخشى الخروج... من الصورة
تحذّر شركة «إيستمان كوداك»، شركة التصوير الفوتوغرافي التي يبلغ عمرها 133 عاماً، المستثمرين من أنها قد لا تصمد طويلاً.
وفي تقرير أرباحها الصادر الإثنين، حذّرت الشركة من أنها لا تملك «تمويلاً ملتزماً أو سيولة متاحة» لسداد التزامات ديونها القادمة البالغة نحو 500 مليون دولار.
وذكرت في بيان: «هذه الظروف تثير شكوكاً كبيرة حول قدرة الشركة على الاستمرار كشركة عاملة»، وفقاً لما نقلته شبكة «CNN».
وتهدف «كوداك» إلى توفير السيولة النقدية من خلال وقف دفعات خطة معاشاتها التقاعدية. كما ذكرت أنها لا تتوقع أن يكون للرسوم الجمركية «آثار ملموسة» على أعمالها، لأنها تصنع العديد من منتجاتها، بما في ذلك الكاميرات والأحبار والأفلام، في الولايات المتحدة.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«كوداك»، جيم كونتينينزا، في بيان الأرباح: «في الربع الثاني، واصلت كوداك إحراز تقدم وفقاً لخطتنا طويلة الأجل على الرغم من تحديات بيئة الأعمال غير المستقرة».
وتأسست شركة إيستمان كوداك 1892، إلا أن جذورها تعود إلى 1879، عندما حصل جورج إيستمان على أول براءة اختراع له لآلة طلاء الصفائح. في عام 1888، باع إيستمان أول كاميرا كوداك مقابل 25 دولاراً.
في ذلك الوقت، لم يكن التصوير الفوتوغرافي تجارةً رائجةً، نظراً للمهارات التقنية والمعدات اللازمة له، ولكن كاميرا كوداك صُممت لجعل التصوير الفوتوغرافي متاحاً على نطاق أوسع. صاغ إيستمان الشعار: «اضغط الزر، ونحن نقوم بالباقي».
كان الاسم بلا معنى إلى حد كبير، حيث اخترع إيستمان كلمة «كوداك»، وفقاً للشركة، من العدم: «كان حرف (K) مفضلاً لديّ - يبدو أنه حرف قوي وحاسم».
وحققت «كوداك» قرناً من النجاح في إنتاج الكاميرات والأفلام. في مرحلة ما من سبعينات القرن الماضي، كانت كوداك مسؤولة عن 90 % من مبيعات الأفلام و85 % من مبيعات الكاميرات في الولايات المتحدة، وفقاً لمجلة الإيكونوميست. وتصدّرت أغنية بول سايمون الشهيرة «كوداكروم» قوائم الأغاني 1973.
لكن هذه المكانة السوقية القوية لم تدم طويلاً بسبب التكنولوجيا التي ابتكرتها الشركة: فقد طرحت «كوداك» أول كاميرا رقمية 1975.
وفشلت «كوداك» في الاستفادة من صعود التكنولوجيا الرقمية. وفي 2012، أعلنت إفلاسها. في وقت تقديمها طلب الإفلاس بموجب الفصل 11، كان لديها 100 ألف دائن وديون بلغ مجموعها 6.75 مليار دولار.
وفي عام 2020، حظيت «كوداك» بفترة راحة قصيرة عندما استغلتها الحكومة الأميركية للتحول إلى شركة لإنتاج المكونات الصيدلانية. ارتفع سعر سهم كوداك بسرعة كبيرة لدرجة أنه عطّل 20 قاطع دائرة كهربائية طوال جلسة التداول.
رغم خسائرها الأخيرة، أعلنت شركة كوداك أخيراً عن عزمها توسيع هذا الجانب من أعمالها. تواصل الشركة تصنيع الأفلام والمواد الكيميائية للشركات، بما في ذلك صناعة الأفلام، وترخّص علامتها التجارية لمجموعة متنوعة من المنتجات الاستهلاكية.