بدءاً من العام الدراسي المقبل... بعد 62 عاماً من الدمج

فصل ضعاف السمع عن مُتعلّمي الإعاقة الحركية والشلل الدماغي

تصغير
تكبير

- عبدالعزيز السويد: بالدمج احتمالية تعرض الطلبة لإصابات بليغة وخاصة للحالات الصحية الحرجة
- خلود المقيط: الفصل يأتي لمصلحة المتعلمين من حيث الأمن والسلامة وخدمة العملية التعليمية

بعد 62 عاماً من الدمج، تتجه وزارة التربية إلى فصل مُتعلّمي زارعي القوقعة وضعاف السمع، عن متعلمي الإعاقة الحركية والشلل الدماغي، داخل الفصول الدراسية في مدارس التربية الخاصة، بدءاً من العام الدراسي المقبل 2025 - 2026.

وطلب مدير إدارة مدارس التربية الخاصة بالتكليف عبدالعزيز السويد، من الوكيل المساعد للتعليم الخاص والنوعي، تخصيص المقر السابق لمدرسة النور المشتركة للبنات «الخالي حالياً»، بحيث يكون مقراً لمدرسة ضعاف السمع وزارعي القوقعة للمتعلمين الذكور في جميع المراحل التعليمية.

وبيّن السويد أنه وفق إحصائية أعداد المتعلمين من فئة ضعاف السمع وزارعي القوقعة، فإنهم يبلغون 94 متعلماً في جميع المراحل، وترجع ضرورة فصلهم إلى عدة عوامل، أهمها أنه سبب دمجهم بالأساس مع المتعلمين من ذوي الإعاقة الحركية في الفصول الدراسية، قلة أعداد الفصول الدراسية في مدارس الرجاء للبنين والبنات، التي يرجع افتتاحها إلى العام الدراسي 1963 - 1964.

أسباب

وحدد السويد، في كتابه إلى الوكيل، أهم أسباب مقترح تخصيص مبنى مدرسي مخصص للمتعلمين من ضعاف السمع وزارعي القوقعة للبنين وآخر للبنات، وذلك «استناداً إلى آراء وتوصيات أهل الميدان من مديري ومديرات مدارس الرجاء بنين ومدارس الرجاء بنات، ورؤساء الأقسام ومعلمي ومعلمات جميع المواد في مدارس الرجاء للبنين وللبنات، والتوجيه الفني المختص لجميع المواد الدراسية، والتوجيه الفني للخدمات التربوية، والتوجيه الفني لمادة التخاطب، وأعضاء الهيئة التدريس في جامعة الكويت، الذين أجمعوا على ضرورة فصل المتعلمين من ذوي ضعاف السمع وزارعي القوقعة، عن المتعلمين من ذوي الإعاقة الحركية، وعدم دمجهم في فصل دراسي واحد».

وأكد السويد أنه «بهذا الدمج انعدمت إجراءات الأمن والسلامة داخل الفصول الدراسية، وفي جميع مرافق المدرسة، حيث إن معظم الحالات الصحية الحرجة، تكمن في المتعلمين من ذوي الإعاقة الحركية ومن ذوي زارعي القوقعة وضعاف السمع، ما يترتب عليه احتمالية إصابتهم بإصابات بليغة، وخصوصاً الذين يعانون من حالات صحية حرجة (العظم الزجاجي، هشاشة العظام، استسقاء بالرأس وغيرها من الأمراض)».

وأكد «تدخل مكتب الخدمة الاجتماعية في العديد من الحالات، لتعديل سلوك المتعلمين من ذوي ضعاف السمع وزارعي القوقعة والذي يشكل خطورة على سلامة المتعلمين من ذوي الإعاقة الحركية، وخاصة الحالات الصحية الحرجة».

وضع خاص

وأشار السويد إلى «احتياج المتعلمين من ذوي ضعاف السمع وزراعة القوقعة إلى فصول دراسية ذات مواصفات خاصة، لا تناسب طبيعة متعلمي الإعاقة الحركية، حيث يجب توفير بيئة صوتية مناسبة للوصول إلى تحصيل دراسي مثالي لطلبة ضعاف السمع وزراعة القوقعة، حيث يشترط توفير عوازل على حوائط الصف، لمنع ارتداد الصوت الذي يؤدي إلى تشويش بالسمع، إضافة إلى أرضيات مغطاه بمادة تحد من الضوضاء وتمنع ارتداد الصوت».

وأوضح أن «طبيعة تدريس المتعلمين من ذوي ضعاف السمع وزارعي القوقعة، تختلف كلياً عن طرق تدريس المتعلمين من ذوي الإعاقة الحركية. فأثناء شرح المعلم لابد من توضيح مخارج الحروف والمفاهيم، وإعادة صياغة السؤال أكثر من مرة عند اللزوم، وهنا تظهر شكوى المتعلمين من ذوي الإعاقة الحركية، من بطء الشرح وكثرة إعادة الشرح، حيث إن الفروقات الفردية تختلف عن المتعلم من ذوي الإعاقة الحركية»، مشيراً إلى «تكثيف الحصص العلاجية لمادة التخاطب المتعلمي ضعاف السمع وزارعي القوقعة، وينتج عن هذا اختلاف في الجدول اليومي للحصص الخاص بفصول المدمج».

وأفاد «بوجود مشكلة في درجة الإدراك والتميز السمعي في تفسير وفهم الكلام الموجه إلى المتعلمين من ضعاف السمع وزراعة القوقعة، ما يترتب عليه عدم قدرة المعلم على التعامل مع الإعاقة الحركية والشلل الدماغي وإعاقة ضعاف السمع وزراعة القوقعة في آن واحد، وخلال فترة زمنية محددة للحصة، ما يؤثر على التحصيل العلمي لطلبة الفصل جميعاً. كما أن الإستراتيجية المتبعة في شرح المعايير والمفاهيم للمادة الدراسية لطلبة الإعاقة الحركية والشلل الدماغي، لا تتناسب مع متعلمي زارعي القوقعة لظروف نوعية الإعاقة والتواصل الكلي، أضف إليه ضعف الحصيلة اللغوية والمعرفية عند متعلمي ضعاف السمع وزراعة القوقعة، ما يؤدي إلى حدوث فجوة بين متعلمي زراعة القوقعة ومتعلمي الإعاقة الحركية».

آراء

من جهتها، سردت مديرة مدرسة الرجاء للبنات خلود المقيط، في كتاب وجهته إلى مدير إدارة التربية الخاصة عبدالعزيز السويد، أسباب طلب فصل متعلمي زارعي القوقعة وضعاف السمع عن متعلمي الإعاقة الحركية والشلل الدماغي داخل الفصل الدراسي.

وقالت المقيط «حرصاً منا على مصلحة متعلمينا من حيث الأمن والسلامة ومن حيث مصلحتهم الصحية نرجو النظر في طلبنا والذي لم يأتِ إلا من منطلق اهتمامنا بما يخدم العملية التعليمية التربوية، ومن منطلق حرصكم وعنايتكم بأبنائنا المتعلمين نرجو منكم النظر في ما تقتضيه مصلحة العمل».

بدوره، حدد مدير مدرسة الرجاء للبنين عبدالعزيز الجريد أهم الصعوبات التي تواجه طلبة زراعة القوقعة وضعاف السمع بمدرسة الرجاء المشتركة، وتمنع الدمج، مشيراً إلى «عدم توفير بيئة دراسية مناسبة لطلبة زراعة القوقعة في مدرسة الرجاء، ولتوفير بيئة دراسية مناسبة يجب مراعاة الاعتبارات والارشادات الخاصة بطلبة زراعة القوقعة وضعاف السمع والتي يصعب تحقيقها في وجود طلبة الإعاقة الحركية».

وبناء على استفسار المقيط بخصوص عملية الدمج، قالت عضو هيئة تدريس بجامعة الكويت والحاصلة على دكتوراه في النطق والسمع، الدكتورة هديل عياد، إنه «وفقاً لما هو معمول به في الدول المتقدمة، ووفقاً لسير بروتوكولات التأهيل السمعي وتدريب الأطفال والطلبة زارعي القوقعة، من الضروري تخصيص فصول ومبانٍ منفصلة خاصة بهم، ولا يسمح دمجهم مع ذوي إعاقات أخرى».

وأكدت عياد أنه «لا يمكن لمعلم ضعاف السمع أن يقوم بتأهيل وتدريب ذوي إعاقات أخرى، مشيرة إلى«حاجة زارعي القوقعة ومستخدمي المعينات السمعية إلى بيئة خاصة وخطط مناهج تعليمية وتدريبية وتأهيلية خاصة. فمن الصعب من مستخدمي المعينة السمعية وزارعي القوقعة التعرض لأصوات، وأن كانت خافتة فقد تلتقطها مجسات السماعات وتؤذي سمعهم وتسبب لهم الضوضاء».

وذكرت أنه «لا يوجد أي توافق بين احتياجات الفئتين. فليس من الصحيح أو الواقعي دمج ذوي الإعاقة السمعية وذوي الإعاقة الحركية».

14 سبباً لـ... الفصل

1 - الدمج أحدث فجوة تعليمية لحاجة زارعي القوقعة وضعاف السمع طرق تدريس ووسائل تعليمية تختلف عن طلبة الإعاقة الحركية والشلل الدماغي.

2 - جميع متعلمين زارعي القوقعة لديهم مشكلات متفاوتة في الإدراك والتميز السمعي.

3 - عدم تلقي زارعي القوقعة البرنامج التأهيلي، ما يؤدي إلى خلل في إيصال المعلومة.

4 - وجود إعاقتين في الفصل الواحد ولكل إعاقة مستويات متفاوتة.

5 - عدم قدرة المعلم على التعامل مع كل حالات المتعلمين وإعطاء الدروس في الفترة الزمنية المحددة.

6 - شرح المفاهيم للمادة الدراسية لطلبة الإعاقة الحركية والشلل الدماغي لا تتناسب مع متعلمي زارعي القوقعة.

7 - الفصول الدراسية غير مجهزة للمتعلمين زارعي القوقعة لعدم توافر عازل صوت وأرضيات مغطاة بمادة تحد من الضوضاء.

8 - خطورة الدمج بين الإعاقتين قد يترتب عليها إصابات بليغة لطلبة الإعاقة الحركية والشلل الدماغي، بسبب عنف طلبة زارعي القوقعة وضعاف السمع.

9 - الكثافة الطلابية تؤدي إلى صعوبة التنقل داخل الفصل الواحد ما يعرضهم للخطر.

10 - يواجه طلبة الإعاقة الحركية التنمر بجميع أنواعه من قبل طلبة الإعاقة السمعية والعكس صحيح.

11 - ضرورة جلوس الطالب ضعيف السمع في الصفوف الأمامية للفصول الدراسية، ما يتعارض مع ذوي الإعاقة الحركية.

12 - طالب زراعة القوقعة يحتاج أن يكون تسميع المحفوظات بأسلوب الكتابة بدل من القراءة.

13 - يحتاج طلبة زراعة القوقعة إلى توفير أنظمة صوتية حديثة لضمان جودة الصوت وتوزيعه بالصف كنظام FM وتحديثاته.

14 - ضعف الحصيلة اللغوية والمعرفية عند طلبة زراعة القوقعة ما يؤدي إلى حدوث فجوة بين الفئتين.

الفصل... وفقاً لطلبات الأهالي

اجتمع مدير إدارة التربية الخاصة عبدالعزيز السويد، مع العديد من أولياء أمور المتعلمين من زارعي القوقعة، حيث تلمس أسباب مطالبهم تجاه فصل أبنائهم عن المتعلمين من ذوي الإعاقة الحركية، ومدى تأثير دمجهم في الفصل الواحد على تحصيلهم العلمي. كما قام السويد بزيارة ميدانية للمدارس المعنية من البنين والبنات، للوقوف على أهمية عملية الفصل وعدم دمجهم في فصل دراسي واحد وهذا يصعب تطبيقه بناء على ميزانية الفصول في مدارس الرجاء بنين والبنات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي