يقظة ضمير الكويتيين تجلّت منذ اللحظة الأولى... والمقيمون شركاء
إيمان العنزي لـ «الراي»: تبرعات «فزعة لغزة» ستصل بأمانة وشفافية... إلى مُستحقيها
- تجاوزنا التحديات وأطلقنا الحملة خلال يوم واحد استجابة لنداء غزة العاجل
- «الشؤون» تتابع الحملة الإغاثية بخطة مدروسة وإشراف مباشر من الحويلة
- الأولوية لشراء المواد الغذائية... و«الهلال الأحمر» تتولى إيصالها لغزة
- الجمعيات الخيرية شريك أساسي في تنفيذ الحملة
- الحملة تُدار برقابة صارمة ومتابعة دقيقة من جميع الجهات المعنية
- لو تم تمديد الحملة فنحن جاهزون... وعطاء الكويت لغزة لن يتوقف
لم تكن الحملة الإغاثية الحالية لأهل غزة سوى محطة جديدة في مسار طويل من العطاء الكويتي، ومسيرة ممتدة من النخوة والمروءة، خطّها أهل الكويت، من مواطنين ومقيمين، بأيديهم وقلوبهم، دعماً لأشقائهم، ووفاءً لقضية ما غادرت الوجدان يوماً. فالفزعة الحالية ليست حدثاً عارضاً، بل تأكيد جديد على أن فلسطين، وبالأخص غزة، حاضرة في القلب الكويتي، ثابتة في وجدانه، ومغروسة في ضمير شعبه.
وفي هذا السياق، أكدت مدير إدارة الجمعيات والمبرّات الخيرية بالإنابة في وزارة الشؤون الاجتماعية إيمان العنزي، أن التبرعات ستصل بكل أمانة وشفافية إلى مستحقيها في غزة، وذلك عبر تنسيق محكم مع وزارة الخارجية الكويتية وجهات الاختصاص في دول الجوار الفلسطيني، مشيرة إلى أن التفاعل الشعبي والمؤسسي، سواء من الجمعيات الخيرية أو من الأفراد، كان كبيراً وملحوظاً منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحملة.
تجاوز التحديات
وقالت العنزي، في لقاء خاص مع «الراي» إن الوزارة تجاوزت الكثير من التحديات التي واكبت انطلاق الحملة، واستطاعت، من خلال تضافر الجهود، إطلاقها خلال يوم واحد فقط من العمل المكثّف والدؤوب، استجابة للحاجة العاجلة والمنكبة لأهلنا في غزة، مضيفة أن «الحملة انطلقت بتوجيه مباشر من القيادة السياسية، وشهدنا منذ بدايتها إقبالاً كبيراً وتفاعلاً نابعاً من الإحساس الوطني والإنساني الصادق، بوجوب الوقوف مع الأشقاء في وجه المأساة الإنسانية التي يواجهونها».
وأوضحت أن جميع فرق العمل في الوزارة، تتابع تفاصيل الحملة بإشراف مباشر من وزيرة الشؤون أمثال الحويلة، وبدافع مسؤولية إنسانية لا تقبل التأجيل، لافتة إلى أن الأولوية في المساعدات ستكون لتوفير المواد الغذائية العاجلة، نظراً لما يعانيه سكان غزة من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.
خطة مدروسة
وأكدت العنزي أن عملية التوزيع تتم بخطة مدروسة، تبدأ بجمع الحصيلة الكاملة للتبرعات حتى مساء الثلاثاء، ليتم بعدها شراء المواد الغذائية المطلوبة من خلال شركة المطاحن الكويتية، التي حُدّدت معها مسبقاً الأصناف التي سيتم تأمينها، مشيرة إلى أن هذه المواد ستُنقل بعد تجهيزها إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتية، التي ستتولى عملية التنسيق مع وزارتي «الخارجية» و«الدفاع»، تمهيداً لنقلها إلى الدول المجاورة لقطاع غزة.
وشددت على وجود تنسيق عالٍ مع الجهات المختصة في تلك الدول، من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني، بما يضمن إيصال هذه المعونات إلى داخل غزة وتوزيعها على المحتاجين، موضحة أن الوزارة فتحت المجال للجمعيات الخيرية للمشاركة سواء بجمع التبرعات أو بالمساهمة المباشرة في شراء المواد الغذائية من المبالغ المودعة في حساباتها.
فخر
ورغم التحديات اللوجستية، وعلى رأسها طول المدة التي قد يستغرقها الجسر الجوي لنقل المعونات، عبّرت العنزي عن فخرها بالنجاح الذي تحقق حتى الآن، مشيدة بالإقبال الواسع من الجمعيات، بما فيها تلك التي لا تُعنى تقليدياً بالشأن الإغاثي، لكنها بادرت إلى الانخراط والمساهمة الفاعلة في هذه الحملة الوطنية.
وفي ما يتعلق بتخوّف بعض المتبرعين من مصير التبرعات، طمأنت العنزي الجميع بأن «الشؤون»، بالتعاون الوثيق مع «الخارجية» و«الهلال الأحمر»، تتابع عن كثب كل مراحل التنفيذ، وتحرص على ضمان وصول المعونات لمستحقيها في غزة دون تأخير أو تعطيل، منوهة إلى وجود تنسيق استثنائي مع الجهات المناظرة في دول الجوار الفلسطيني.
عطاء لا يتوقف
ولفتت العنزي، إلى أن حجم التفاعل من المواطنين والمقيمين، يعكس يقظة ضمير الشعب الكويتي واستعداده الدائم لبذل الخير، وقالت: «لو تقرر تمديد الحملة أو إطلاق حملات جديدة، فنحن على أتمّ الجاهزية، واثقون بأن يد العون ستبقى ممتدة، وعطاء الكويت لن يتوقف».
وختمت حديثها لـ«الراي»، بدعوة أبناء الكويت والمقيمين على أرضها إلى مواصلة دعم هذه الحملة بكل ما يستطيعونه، مشددة على أن الشعب الفلسطيني، لا سيما أهل غزة، في أمسّ الحاجة إلى المساعدة العاجلة، وأن وقوف الكويت إلى جانبهم ليس جديداً، بل هو امتداد لإرث طويل من الدعم والعطاء والوفاء للقضية الفلسطينية.
يذكر أن حملة "فزعة لغزة" جمعت في يومها الثاني، مساء أمس الإثنين، 1.9 مليون دينار.