أما بعد

جرح في ذاكرة وطن

تصغير
تكبير

حلّت يوم السبت، الذكرى الـ35 لجريمة الاحتلال العراقي لدولة الكويت في الثاني من أغسطس 1990، ذلك اليوم المشؤوم الذي سجّل واحدة من أحلك الصفحات في تاريخ الأمة العربية.

ومع مرور 35 عاماً على تلك الكارثة، لاتزال تفاصيلها المؤلمة محفورة في وجدان الكويتيين الذين واجهوا العدوان بصلابة وصمود، وأعادوا بناء وطنهم بعزيمة لا تعرف الانكسار.

فجر يوم الخميس، الثاني من أغسطس عام 1990، أقدمت القوات العراقية بقيادة نظام صدام حسين على غزو دولة الكويت، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية. لم يكن العدوان موجّهاً فقط ضد دولة ذات سيادة، بل كان طعنة في جسد الأمة العربية، وضربة لمبادئ الأخوة والجوار.

مارست قوات الاحتلال أبشع أنواع الجرائم من تدمير ونهب وقتل واعتقال وتعذيب، في محاولات يائسة لإخضاع الشعب الكويتي، غير أن هذه المحاولات تحطمت أمام إرادة الكويتيين الذين أثبتوا للعالم أجمع أن الأوطان لا تُشترى ولا تُباع.

فخلال سبعة أشهر من الاحتلال، سطّر الكويتيون أروع ملاحم البطولة والمقاومة الشعبية. رجال ونساء، شباب وشيوخ، جميعهم تحوّلوا إلى جبهة صلبة لمواجهة المحتل، عبر أعمال المقاومة السرية والتصدي لكل محاولات طمس الهوية الكويتية.

إن المقاومة لم تكن فقط بالسلاح، بل بالكلمة، بالصمود، بالرفض المطلق للرضوخ. لم تكن معركة بين جيوش فقط، بل كانت معركة وجود وهوية وكرامة وانتماء.

وفي 26 فبراير 1991، جاء النصر بتحرير كويتنا الحبيبة على يد قوات التحالف الدولي، بعد عملية «عاصفة الصحراء»، ليُكتب فصل جديد من فصول الانتصار للحق والشرعية الدولية. وقفت دول الخليج والدول العربية والمجتمع الدولي صفاً واحداً مع الكويت، مؤكدين أن الغدر لن يكون له مكان في عالم يقدّر السيادة والعدالة.

علمتنا تلك المحنة أن الوحدة الوطنية هي السد المنيع في وجه الأزمات، وأن الكويت مهما مرّت بالمحن، فإنها قادرة على النهوض من جديد، بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها الوفي. لقد جعلت ذكرى الاحتلال من كل كويتي حارساً لوطنه، حريصاً على أمنه واستقراره، واعياً بمخاطر التحديات الإقليمية والدولية.

في الذكرى الـ35، يجدد الكويتيون عهد الوفاء لوطنهم، مؤكدين أن الكويت كانت وستبقى عصية على الطامعين. هي ذكرى نستلهم منها دروس التضحية والإخلاص، ونستذكر فيها شهداءنا الأبرار الذين كتبوا بدمائهم أروع ملاحم الفداء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي