لقاء باريس يُعد الأرفع منذ ربع قرن برعاية أميركية

اتفاق سوري - إسرائيلي على مواصلة محادثات التهدئة




الشيباني وبارو وبرّاك في باريس      	            (سانا)
الشيباني وبارو وبرّاك في باريس                 (سانا)
تصغير
تكبير

- ماكرون والشرع: تعاون من أجل استقرار الحدود السورية
- اللبنانية
- واشنطن وباريس تؤكدان أهمية دعم العملية الانتقالية

تسلك العلاقات السورية ـ الإسرائيلية الطريق السريع نحو «تحقيق نهج تصالحي»، بحسب المصطلح الأميركي، حيث استضافت باريس، مساء الخميس، اجتماعاً ماراثونياً استمر 4 ساعات بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، برعاية سفير أميركا في تركيا ومندوبها إلى سوريا توم برّاك، الذي سارع إلى بثّ تغريدة على منصة «إكس» جاء فيها «... كان هدف الاجتماع هو الحوار ووقف التصعيد، وحققنا ذلك بالفعل»، مشيراً إلى أن «المحادثات كانت ناجحة وحققت الغرض منها».

ويشير اجتماع باريس إلى أن الطرفين يريدان الإسراع في تحقيق إنجاز ما، علماً بأنه يعقب اجتماعاً عُقد في أذربيجان لمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس السوري أحمد الشرع.

وتمحور لقاء باريس، حول التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا، بحسب مصدر دبلوماسي مطّلع، أشار إلى أن الاجتماع «لم يسفر عن أي اتفاقات نهائية لكن الجانبين اتفقا على عقد لقاءات أخرى خلال الفترة المقبلة بهدف مواصلة النقاشات وتقييم الخطوات التي من شأنها تثبيت الاستقرار واحتواء التوتر في الجنوب».

وأضاف لـ«الإخبارية السورية»، أن الوفد السوري المكون من وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة، شدد على أن «وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية مبدأ غير قابل للتفاوض، مؤكداً أن السويداء وأهلها جزء أصيل من الدولة السورية لا يمكن عزلهم تحت أي ذريعة».

ورفض «بشكل قاطع أي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية، وأي محاولة لاستغلال فئات من المجتمع السوري في مشاريع تقسيم أو محاولة خلق كيانات موازية تفتت الدولة وتغذي الفتنة الطائفية».

وأكد الوفد السوري أن أي محاولات لجرّ البلاد نحو الفوضى أو العنف الداخلي «مرفوضة بالكامل».

وتطرق اللقاء لإمكانية إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك بضمانات دولية، حيث طالب الوفد السوري بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تقدمت إليها أخيراً.

وأكد أن «استمرار السياسات العدوانية يهدد أمن المنطقة بالكامل».

ويعود آخر اجتماع مماثل إلى قبل 25 عاماً عندما رعى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، عام 2000، اجتماعاً ضم وزير خارجية سوريا فاروق الشرع، ووزير خارجية إسرائيل إيهود براك، ضمن الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين. بيد أن الهدف لم يتحقق.

ويسعى الرئيس دونالد ترامب إلى تحقيق إنجاز من هذا النوع في ظروف مختلفة تماماً.

اجتماع ثلاثي

كما استضافت باريس الجمعة، اجتماعاً آخر، يعد الأول من نوعه، وضم وزيري خارجية فرنسا جان نويل بارو والشيباني وبراك.

ونوه بيان مشترك بأجواء الحوار والحرص الكبير على خفض التصعيد في مناطق التوتر في سوريا. ونصّ على 6 تفاهمات أو مقررات، تحدثت عن الانخراط السريع لإنجاح المسار الانتقالي. وإحدى نقاطه المهمة التي تهم الغربيين بوجه خاص محاربة الإرهاب بكل أشكاله ودعم قدرات الدولة السورية ومؤسساتها للتصدي للتحديات الأمنية.

وحثّ على دعم الحكومة السورية خلال المسار الانتقالي السياسي وتحقيق المصالحة الوطنية في السويداء وشمال شرقي البلاد (المناطق الكردية).

كذلك نص البيان على التزام سوريا بعدم تشكيل أي تهديد لأمن جيرانها حفاظاً على استقرار المنطقة، وفي الوقت نفسه يجب ألا تشكل دول الجوار أي تهديد لاستقرار سوريا.

ماكرون والشرع

من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على «ضرورة تجنّب تكرار العنف» في سوريا، مطالباً بعد إجراء محادثة مع الشرع، بمحاكمة المسؤولين عن ذلك.

وكتب على منصة «إكس»، إنّ «أعمال العنف الأخيرة تعكس الهشاشة الشديدة التي تعانيها العملية الانتقالية. يجب حماية المدنيين»، داعياً إلى «حوار هادئ» في الداخل من أجل «تحقيق هدف توحيد سوريا في كنف احترام حقوق جميع مواطنيها».

وأضاف أن «وقف إطلاق النار في السويداء إشارة إيجابية»، موضحا أن الشرع ملتزم بمكافحة الإرهاب.

وقال الرئيس الفرنسي عن مكالمته مع الشرع «أكدتُ التزامنا بسيادة سوريا ووحدة أراضيها. وتطرقنا إلى تبادل وجهات النظر مع إسرائيل. وأعربنا معاً عن دعمنا للتعاون من أجل استقرار الحدود السورية - اللبنانية. وفرنسا مستعدة لدعم هذه الجهود»

ضحايا أحداث السويداء

في سياق متصل، كشفت مصادر لـ«سكاي نيوز عربية»، أن التقديرات الأولية تشير إلى سقوط 1700 قتيل في أحداث محافظة السويداء.

وتابعت أن «التقديرات الأولية تشير إلى 1000 مفقود و700 معتقل من السويداء».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي