ما بين 2/ 8 وغزة

تصغير
تكبير

ما أسرع الزمن...! تمضى السنوات وتحل الذكريات. للأسف لا يختزن سوى الأليمة منها... ها نحن على أعتاب الذكرى الـ35 للغزو العراقي الغاشم... مؤلمة أطاحت بكل القيم الإنسانية.

حسنتها الوحيدة أنها أماطت اللثام عن بعض الوجوه القبيحة التي كنا نعتقد أنها بريية وجميلة!

استيقظ الجميع على أزير طائرات وجنازير دبابات، ضلّت طريق تحرير فلسطين، لتحتل الكويت وتعذب الشعب وتنهب المقدرات وتحاول أن تبتلع السيادة... والمبكي أن من بين من هلل لهذا الغدر، هو قائد ثورة كنا نحسبه صادقاً لتحرير الأرض من براثن المحتل.

المأساة اليوم تتكرر في غزة... تواجه غزة حرب إبادة ممنهجة وحصاراً خانقاً وتجويعاً لكل مكونات الأرض... تقصف بلا هوادة... منازل سويت بالأرض... مستشفيات تحولت إلى مقابر جماعية... ما يسمى بالضمير العالمي يدفن تحت أنقاض المصالح السياسية... ضمير يطأطئ رأسه تحت أقدام الفيتو المقيد للعدالة.

ما بين 2/ 8 وما يحصل فى غزة اليوم يكشفان قبح العدوان ومحاولات المعتدي تبرير جرائمة بإدعاءات زائفة ومضللة...

غير أن الفارق الجوهري، أن الكويت الصغيرة جغرافياً، الكبيرة في مواقفها وعلاقاتها بشعوب العالم، وبفضل من الله، ثم دعم من الأشقاء الأوفياء والأصدقاء والإرادة الدولية الموحدة، عادت إلى قيادتها وشعبها... بينما غزة تترك وحيدة تواجه المصير المأسوي والصمت الدولي المخز والعجز العربي!

إن ما حدث لنا بالأمس في 2/ 8 ليس بعيداً عنا بل هو تذكير بالواجب الأخلاقي والتاريخي... وكما لم يقبل العالم بأن نُمحَى من الخريطة يجب على هذا العالم وهيئاته ومنظماته السياسية والإنسانية ألا يقبل بتنفيذ مخطط التهجير لشعب غزة وتصفية القضية... التاريخ يعلمنا أن العدوان لا ينتصر إلى الأبد وأن الحق لا يسترد إلا حين تتوحد الإرادة الحرة لاسترجاعه...

حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا، وكان الله عونا ومعيناً لإخواننا في غزة، خصوصاً وفلسطين عموماً، وأثلج الصدور بصحوة للأمة من غفوتها وسباتها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي