وجع الحروف

الغيبة والنميمة...!

تصغير
تكبير

أعجبني رد زميل جاء في مضمونه... في المجالس إذا سمعت من يغتاب فقل له: «اتق الله وسامح من اغتابك فإنه أهدى إليك حسناته».

طبعاً لم أجد رداً مبنياً على معلومات أكيده، فكل ما يتم تناقله لا يتعدى أخباراً ووعوداً لنرى إن كان هناك هدف يخص الرأسمال البشري وتحسين المعيشة وتنويع مصادر الدخل.

كل ما أخشى أن يصيبنا هو أن نفقد حسناتنا بسبب الغيبة والنميمة التي عمت كثيراً من المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي.

نحن نقتدي بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد تبين فيهما -في مواقع عدة- أثر الغيبة والنميمة، ورد سيف الله المسلول خالد بن الوليد، على رجل جاءه ينقل ما قيل عنه «فلان شتمك» حيث قال «تلك صحيفته فليملأها بما شاء!».

نحن نتربع أو نجلس على الكراسي الوثيرة في المجالس و»هات حش» ونقل الأخبار مع «تهويل وإضافات بغيضة» ولا نعلم أن كل ما ننطق به، أو نشير إليه، قد سجل إما لنا وإما علينا.

إن فن توجيه النصيحة نهج السلف الصالح والعقلاء... وحتى وقت قريب كان معظم من ترك أثراً في الأمم من بعده أمثال الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز، الذين تحظى مجالسهم برجال ثقات.

إن الأمانة أمرها عظيم في ديننا، وإذا ضيعت الأمانة فلننتظر الساعة، كما جاء في الحديث الشريف، عن صفوة الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

السفهاء وأصحاب الفكر السطحي والباحثون عن الثروة والشهرة هم سبب دمار أمم سبقتنا.

لذلك، فتقبل الرأي الآخر من العقلاء والحكماء وأهل الخبرة هو المدخل للإصلاح والتنمية.

مجالس البعض والمغردون والمشاهير هداهم الله إلى سواء السبيل صارت لـ «الحش» و«التنفع» وهذا مؤشر خطير.

نحتاج إلى حوار وطني يتبناه رجال ثقات من العقلاء الحكماء أصحاب الخبرة وليس بالشرط أن يكون رسمياً، فلماذا لا تتحول المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي إلى منتديات تنقل الأخبار الصحيحة وتبدي النصيحة وتوجه جيل الشباب إلى حسن انتقاء المفردات وعدم الدخول في الغيبة والنميمة.

الزبدة:

لنتحدث عن تطوير الإنسان... توفير علم نافع، عمل لائق، معيشة رخاء، وتحفيز للعطاء، مبني على العدل والمساواة.

من هنا تبدأ النقلة التحولية المطلوبة لإحداث التغيير في ثقافة المجتمع وهذا لن يتحقق إلا بعرض الشفافية لأهداف تنموية تعود بالنفع على المجتمع بمختلف فئاته ومكوناته وعلى رأسها فئة الشباب... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي