الدبلوماسيات... صوت التجربة والحكمة

الوزيرة المفوضة بسفارة غانا: الدبلوماسية بوابة المرأة لصناعة التغيير




نيماتو زيبليم آدم
نيماتو زيبليم آدم
تصغير
تكبير

في عالم تتعاظم فيه التحديات وتتسارع التغيرات، تبرز المرأة الدبلوماسية كصوتٍ للحوار والتجربة والحكمة، وجسرٍ للتفاهم، وأداةٍ فعالة لصناعة السلام وتعزيز التنمية. وفي هذه السلسلة من الحوارات الخاصة، نسلّط الضوء على تجارب سفيرات ودبلوماسيات يمثلن بلدانهن في الكويت، حيث كشفن لـ«الراي» عن القصص الملهمة التي تقف خلف المواقف الرسمية، والأدوار الفاعلة التي تؤديها النساء في صياغة السياسات الخارجية، وبناء الجسور بين الشعوب، والدفاع عن قضايا أوطانهن. من التحديات إلى النجاحات، ومن البرلمان إلى السفارات، تروي لنا هؤلاء السيدات مسيرة مليئة بالإصرار، والانتماء، والرؤية.

الوزيرة المفوضة في سفارة غانا بالكويت نيماتو زيبليم آدم، أكدت أن العمل الدبلوماسي وسيلة لخدمة وطنها وأسرتها معاً، مشيرة إلى أن «الدبلوماسية بوابة المرأة لصناعة التغيير وخدمة الوطن».

وقالت آدم لـ«الراي» إن السلك الدبلوماسي استقطب اهتمامها من الصغر، «فمنذ صغري كنت أُعجب بالعاملين في وزارة الخارجية الغانية، فقد كانوا يتمتعون بالهيبة ويحملون أنفسهم برصانة. كما لفتني قربهم من مكتب الرئيس ودورهم الاستشاري في علاقات بلادنا مع العالم. ولطالما أحببت مهارات التفاوض والتوصل إلى حلول سلمية، لذلك جاء اختياري للدبلوماسية بشكل طبيعي».

ورأت أن «التحدي الأكبر في عملي الديبلوماسي كان التوفيق بين متطلبات المهنة والحياة الأسرية، وخاصة عندما كان أطفالي في سن المراهقة، لاسيما أن الانتقال بين الدول يربك تعليمهم، وفي أوقات يكونون في أمسّ الحاجة لوجودي. لكنني أحاول التكيف بمساعدة الأسرة والمساعدات المنزلية».

تأثير

وأشارت آدم إلى أن «النوع الاجتماعي يؤثر على أسلوب أو مقاربة العمل الدبلوماسي، فأحياناً يكون التأثير إيجابياً وأحياناً سلبياً. وفي بعض المواقف، قد يكون التعامل صعباً مع بعض الزملاء الذكور. لكن في مواقف أخرى، تُقدَّر مساهمة المرأة بدرجة كبيرة، وخاصة حين تتطلب الظروف تفهّماً خاصاً أو أسلوباً مرناً. ولهذا أشجع النساء على دخول هذا المجال، لما فيه من فوائد كبيرة للبلد والأسرة معاً».

وتذكرت موقفاً شعرت فيه بأنها تركت أثراً حقيقياً من خلال عملها، وقالت «خلال جائحة (كوفيد 19)، لعبتُ دوراً حاسماً في تنظيم عمليات إجلاء المواطنين الغانيين من الخارج، وكانت تجربة إنسانية ووطنية لا تُنسى».

نصائح

ووجهت نصائح للشابات الراغبات في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي، بأن «يكنّ مثابرات وواثقات بأنفسهن. ويجب أن يتقنّ العمل الجماعي، فالدبلوماسية لا تعتمد على الأفراد فقط، بل على الانسجام بين الفريق. وعليهن أيضاً تطوير المهارات الشخصية والبحث الدائم عن فرص للتعلم والمشاركة أمر أساسي».

وعن التنوع داخل العمل الدبلوماسي، قالت إنه «ضروري لأنه يعكس حقيقة المجتمعات التي نمثلها. فوجود أصوات مختلفة يثري مقاربتنا في التعامل مع القضايا العالمية، ويجعلنا أكثر قدرة على صنع التغيير».

وعن تقييم تجربتها للعمل في الكويت، قالت «أمضيت عاماً ونصف العام حتى الآن، وأحببت الكويت كثيراً. فالأجواء هادئة، والتعامل راقٍ، والمعلومات متوافرة بكثرة، خاصة باللغة الإنكليزية، ما يسهل علينا إعداد التقارير والتحليلات. إنها تجربة إيجابية ومثرية على الصعيدين المهني والشخصي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي