الدبلوماسيات... صوت التجربة والحكمة

نسرين ربيعان: أمي مصدر إلهامي... والدبلوماسية حلم طفولتي




نسرين ربيعان
نسرين ربيعان
تصغير
تكبير

في عالم تتعاظم فيه التحديات وتتسارع التغيرات، تبرز المرأة الدبلوماسية كصوتٍ للحوار والتجربة والحكمة، وجسرٍ للتفاهم، وأداةٍ فعالة لصناعة السلام وتعزيز التنمية. وفي هذه السلسلة من الحوارات الخاصة، نسلّط الضوء على تجارب سفيرات ودبلوماسيات يمثلن بلدانهن في الكويت، حيث كشفن لـ«الراي» عن القصص الملهمة التي تقف خلف المواقف الرسمية، والأدوار الفاعلة التي تؤديها النساء في صياغة السياسات الخارجية، وبناء الجسور بين الشعوب، والدفاع عن قضايا أوطانهن. من التحديات إلى النجاحات، ومن البرلمان إلى السفارات، تروي لنا هؤلاء السيدات مسيرة مليئة بالإصرار، والانتماء، والرؤية.

شغف طفولي

ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نسرين ربيعان، عبرت عن سعادتها بمسارها المهني الذي اختارته منذ سنوات، مؤكدة أن شغفها بالعمل الإنساني والدبلوماسي بدأ منذ الطفولة، ونما داخلها حتى أصبح المسار الطبيعي الوحيد الذي رغبت في سلكه. وأشارت إلى أن والدتها، وهي ابنة دبلوماسي، كانت مصدر إلهامها الأول، وأن دراستها العليا في القانون عزّزت قناعتها بضرورة تسخير معرفتها لخدمة العدالة.

وأضافت نسرين أنها بدأت مسيرتها المهنية في سن مبكرة، من خلال عملها في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ عام 2000، مشيرة إلى أن شعورها المتنامي بالفخر واليقين تجاه هذا الخيار يزداد يوماً بعد يوم، نظراً لما يمثله من خدمة إنسانية عابرة للحدود، أُسخّر فيها عملي للدفاع عن القضايا الإنسانية من خلال العلاقات الدبلوماسية.

تنوع

وأثنت على السياسات الداعمة داخل منظومة الأمم المتحدة، وقالت: أنا محظوظة بالعمل في منظمة دولية كالأمم المتحدة، التي تضع سياسات داعمة لضمان المساواة بين الجنسين، ومعالجة الفجوات التمثيلية، وتوفير بيئة عمل تحترم كرامة الجميع وتتصدى لأي ممارسات ضارة.

وبسؤالها عما إذا كان «النوع الاجتماعي» يؤثر في العمل بمجالها، أكدت ممثلة المفوضية أنه «يؤثر بالفعل في أسلوب العمل الدبلوماسي، ليس من حيث الكفاءة، بل نتيجة للتنشئة المجتمعية والأدوار النمطية»، وبيّنت أن «النساء يقدمن رؤى مغايرة ومهارات متميزة في قضايا مثل بناء السلام والشؤون الاجتماعية».

«الديوانية»

وعن رأيها عما إذا كان المجال الدبلوماسي فضاء يهيمن عليه الرجال، قالت: لطالما اعتُبرت الدبلوماسية كذلك، مع ربط فعاليتها بالنمط الذكوري التقليدي، لكن النساء يقدمن رؤى ومهارات مميزة في مجالات مثل الشؤون الثقافية والاجتماعية وبناء السلام.

وأضافت: مثال على ذلك، «الديوانية» في الكويت ودول الخليج، وهي مجال اجتماعي تقليدي كان في السابق حكراً على الرجال، إلا أننا نلاحظ اليوم تطوراً إيجابياً في الكويت، عبر دعم ديوانيات نسائية وفتح المجال أمام الدبلوماسيات للتفاعل مع المجتمع المحلي، ما يعكس نهجاً تقدمياً ومساواة حقيقية بين الجنسين.

وعن أبرز المحطات التي شعرت خلالها بأنها صنعت أثراً حقيقياً، كشفت نسرين ربيعان عن أن تجربتها في ليبيا «شكّلت نقطة تحوّل بارزة في مسيرتي، حيث استطعت من خلال التعاون مع الشركاء توفير حلول دائمة وآمنة للاجئات والأطفال اللاجئين، ومنحهم فرصة لعيش حياة كريمة بعد معاناة من الاضطهاد الذي دفعهم لمغادرة أوطانهم».

واختتمت ربيعان حديثها، بدعوة ملهمة للشابات المهتمات بالعمل الدبلوماسي، وألا يستهنّ أبداً بالأثر الذي يمكن أن يُحدثنه، فالجيل الجديد مليء بالأمل والإبداع والابتكار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي