قامت الحرب وأصبح القصف متبادلاً بين الطرفين، وليس هناك حدود مشتركة بينهما، وهي ليست بالمرة الأولى التي تندلع بها حرب بين طرفين ليس لديهما حدود مشتركة، فالتاريخ يذكر الحرب بين اليابان والحلفاء بقيادة الولايات المتحدة ويذكر جيداً الدمار الذي خلفته هذه الحرب...
إن الدمار الذي خلفته تلك الحرب مازال تأثيره قائماً على الأرض والنبات والحيوان والإنسان، فالتلوث الإشعاعي لا يفرق بين إنسان وحيوان أو نبات...
يذكر التاريخ جيداً شجاعة اليابانيين وتضحياتهم من أجل وطنهم بالغالي والنفيس، ويذكر التاريخ طاعتهم العمياء لقائدهم الأعلى، ويذكر أيضاً تقدمهم بالصناعات العسكرية وكيف أن اليابان كانت تحتل وتسيطر على العديد من الدول، بالمقابل فإن التاريخ أيضاً لا ينسى كيف أن قائدهم الأعلى حمى بلاده بحكمته عندما قرر توقيع الاستسلام غير المشروط مع قوات الحلفاء...
انظر إلى الإنسان الياباني الآن وتمعن جيداً أين وصلت اليابان الآن، وكيف أصبحت من أفضل البلاد الصناعية إن لم تكن أفضلها على الإطلاق. وإذا نظرت للتقدم الثقافي والاجتماعي بجميع المجالات فإنك ستنبهر من مستوى التقدم الذي يجعلك تحدث نفسك بأنهم من عالم آخر، عالم متقدم عن العالم أجمع بجميع النواحي، لكن لا تنس أن تنظر لمكانة إمبراطور اليابان ومكانته الرفيعة وتبجيل المجتمع الياباني له بالرغم من أن التاريخ يكتب بكل صراحة أن الإمبراطور الياباني قرر في يوم من الأيام الاستسلام وأمر شعبه بقبول الاستسلام غير المشروط...
إن التاريخ يكتب لكي نستفيد ونتعلم فقد استسلمت إيطاليا وألمانيا قبل أن تستسلم اليابان، فتوقيع المعاهدات والقبول بشروط تبدو بالنظرة الأولى أنها مذلة ليس عيباً إن كان قبولها ينقذ البلاد وأهلها، فالحكمة يجب أن تسود قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة...