دور «الموساد» في عملية «الأسد الصاعد» ضد إيران!
كشفت إسرائيل، بعد ساعات من بدء عمليتها العسكرية «الأسد الصاعد» ضد إيران، فجر الجمعة، عن دور كبير يقوم به جهاز «الموساد»، منذ سنوات داخل الأراضي الإيرانية، خصوصاً العاصمة طهران، حيث أنشأ فرعاً له.
وقال مصدر أمني إسرائيلي، إن قوات خاصة تابعة لـ«الموساد» قادت سلسلة عمليات سرية في عمق إيران، سبقت ضربات الجمعة، موضحاً أن هذه العمليات تضمنت نشر أسلحة دقيقة التوجيه في مناطق مفتوحة، قرب مواقع أنظمة صواريخ سطح - جو، واستخدام تقنيات متطورة ضد أنظمة الدفاع الجوي، وإنشاء قاعدة لطائرات هجومية مُسيَّرة قرب طهران.
واستندت الخطوط العريضة للعملية الإسرائيلية، التي تضمنت عملية مشتركة للجيش و«الموساد» والصناعات الدفاعية، إلى سنوات من التخطيط الدقيق، وجمع المعلومات الاستخبارية والنشر المبكر للقدرات السرية في العمق الإيراني، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت».
وكشف المصدر أيضاً أنه قبل فترة طويلة من الهجوم، أُنشئت قاعدة للطائرات المُسيّرة المتفجرة، من خلال عملاء «الموساد»، بالقرب من طهران.
وجرى تفعيل المُسيّرات ليل الخميس - الجمعة، وإطلاقها تجاه منصات إطلاق صواريخ أرض - أرض في قاعدة إسباغ آباد، أحد المواقع المركزية التي تُهدد إسرائيل بشكل مباشر، وفقاً للتقرير.
مشروع طويل المدى
وأظهرت الضربة أن حرب تل أبيب على طهران مشروع طويل المدى بُني على ذراعين أساسيتين: الجيش بقواته المختلفة، والاستخبارات.
وفي حين تُصر إيران على رواية أن الضربات الأساسية جرت من الخارج بواسطة سلاح الجو، لأن توجيه الضربات من الداخل يدل على ضعف أمني واختراق كبير، تصر إسرائيل، في المقابل، على أن «الموساد» أدى دوراً جوهرياً أساسياً داخل إيران، ونفّذت سلسلة اغتيالات طالت قادة في «الحرس الثوري» والجيش، وأعدَّ بنك أهداف ثميناً.
وأكد مصدر أمني في تل أبيب، أن «الموساد» جمع معلومات عن قادة «الحرس الثوري» والجيش وعلماء الذرة، وزرع أجهزة عدة في عشرات المواقع، ونفَّذ عملية تفجير في قواعد إطلاق الصواريخ وبالقرب من المنشآت النووية.
وتفيد وسائل الإعلام العبرية، بأن نشاط «الموساد» على الأراضي الإيرانية «قديم»، لكنه اكتسب زخماً خاصاً قبل سنتين، عندما بدأ التحضير لهذه الحرب، كاشفة أن «الموساد» أقام عملياً قاعدة له «فرع الموساد في طهران»، وأنه ينتشر على مساحة شاسعة من الأرض في إيران، ويمتلك أجهزة عدة متطورة وأسطول وسائل نقل.
اغتيال العلماء
وبدأ «الموساد» عمليات اغتيال داخل إيران شملت أربعة من العلماء النوويين هم مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد، ومصطفى أحمدي روشن، في قلب طهران خلال عاميْ 2010 و2012، إذ اغتال ثلاثة منهم باستخدام قنابل مغناطيسية، في حين قتل الرابع بإطلاق الرصاص عليه أمام منزله.
وفي نوفمبر 2020، قامت خلية إسرائيلية باغتيال العالِم محسن فخري زادة، الذي يُعدّ رئيس المشروع النووي، عندما كان متجهاً إلى عطلة مع زوجته.
الضربة الكبرى
لكن الضربة الكبرى التي وجّهها «الموساد» إلى إيران، كانت في 2018، عندما سرق الأرشيف النووي من قلب طهران، وتضمَّن 50 ألف وثيقة، و163 قرصاً مدمجاً جرى نقلها بشاحنات.
وعام 2021، كشف يوسي كوهين، الذي أمر بتنفيذ العملية عندما كان رئيساً لـ«الموساد»، معلومات صادمة، فأوضح أن فريقاً من 20 عنصراً، ليس بينهم أي مواطن إسرائيلي، عمل على الأراضي الإيرانية طيلة سنتين، حتى تمكّن من معرفة مكان الأرشيف وما يحتويه، واستطاع سرقته من المخازن السرية في طهران، في عملية استغرقت 7 ساعات، من دون أن يكتشفهم أحد.
وقال إن العملية، التي أُديرت من تل أبيب، نُفّذت بعد أن قام الفريق بتعطيل أجهزة الإنذار وإزالة أبواب المستودع، وفتح 32 خزانة تحتوي على المواد. ولكيلا يلفت تحرك الشاحنة النظر، استأجر الفريق عشر شاحنات في جميع أنحاء منطقة طهران.