رأي قلمي

في الغد القريب والبعيد...!

تصغير
تكبير

الوقت من غير أهداف مستقبلية يضيع سدى، وتضيع معه الثقة بالنفس، ويجد المضيّع لأوقاته نفسه في دوامة يأس وحسرة وحيرة. لذا لا يجوز أن نسمح للماضي بتضييع الحاضر، أو إثقاله بالهموم والصور الذهنية المستخلَصة من تجاربنا الفاشلة، وأوضاعنا الصعبة والمريرة.

ولتفادي مضيعة الوقت والثقة بالنفس، علينا دائماً أن نسأل أنفسنا: ما الشيء الجيد الذي نستطيع القيام به الآن لكننا لا نقوم به؟ لأن هذا السؤال سيكشف لنا ميادين فسيحة للنهوض الذاتي والتقدم والإنجاز، وهذا سيجعلنا نثق بأنفسنا أكثر، ويدفعنا إلى تحمل مسؤوليات أكثر.

مهم جداً أن نتذكر أنّ استخلاص العبرة من الماضي بكل أبعاده هو من أجل تحسين أوضاعنا الحاضرة، وأن تحسين أوضاعنا الحاضرة، هو ذخيرتنا لتحسين أوضاعنا في الغد القريب والبعيد، وإنّ الانشداد إلى المستقبل يعني أن للإنسان أهدافاً كبرى يسعى إليها بعزيمة وتصميم، والسعي إليها يجب أن يكون ضمن خطة منسّقة ومرتبة، وإلا كان ارتجالياً.

نشعر بالأمل والتفاؤل من خلال تنفيذ خططنا، كذلك نشعر بالتقدم والانتعاش، وهذا الشعور نفسه، يدفعنا إلى توسيع خططنا، وتوسيع دوائر مسؤولياتنا، ومن ذلك كله يشعر الإنسان بالجدارة والقوة والسيطرة على شأنه الخاص.

نهمس في أذن كل من يسعى إلى الارتقاء بنفسه وحاضره ومستقبله، عليك التحلي بفضيلة الشعور بالمسؤولية لأن من خلالها ستجد نفسك منهمكاً في التخطيط لحياتك، والتبصر في النتائج المترتبة على تصرفاتك المختلفة، كما أن الشعور بالمسؤولية، ينمّي لديك صفات الحذر من الخطأ، والحزم في ضبط الأعمال والعلاقات، وبدافع منها تتعلم أخلاقيات التكيف، ومراعاة مشاعر الآخرين، وكل معاني الإحسان.

[email protected]

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي