لا أعلم لماذا أتذكر قصة شاهدتها بأحد المسلسلات، كلما سمعت خبراً عن المحادثات الأميركية الإيرانية وكيف أن الرئيس الأميركي مصر على إنهاء هذا الملف الشائك وبالوقت ذاته متذكراً موقف الدول الأوروبية والعصابة المغتصبة لأرض فلسطين من هذه المحادثات...!
تدور القصة حول محام مرموق اشتهر بعلمه الواسع بالمحاماة وصعوبة خسارته لأي قضية يتولاها.
استطاع أن يكوّن لنفسه مكانة راقية في المجتمع بسبب دخله العالي من مهنة المحاماة...
قرر أحد أبنائه أن يكون نسخة لأبيه فدخل كلية الحقوق وتخرج بامتياز ودفعته أمه ليعمل بمكتب أبيه، من أجل أن يتدرب تحت يد أبيه الذي يعتبر من أشهر المحامين في البلد...
الأب لديه قضية لتاجر مشهور بالبلد ضد تاجر آخر، وهذه القضية تسلمها الأب منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً وبقيت بالمحاكم، فتارة يؤجلها الأب وتارة أخرى يؤجلها محامي الخصم...!
كان الأب دائم الشكوى لزوجته من مستوى ابنهم المتواضع وصعوبة فهمه للقضايا، ولم يخف لها شكه بشهادة ابنه وكيفية حصوله على درجة الامتياز، وكرر أكثر من مرة رغبته بطرده من المكتب لأنه يعيق العمل، لكنها بكل مرة تطلب منه إعطاءه فرصة أخرى...!
قبل يوم من موعد قضية التاجر الكبير أصيب الأب بجلطة بالقلب وأدخل للعناية المركزة، فطلب من زوجته إخبار ابنه المحامي بأن يذهب للمحكمة لتأجيل القضية، أخذ الابن ملفات القضية وبدأ بدراستها من أجل طلب التأجيل...
في يوم القضية وقف الابن أمام القاضي وبدأ مرافعته ومقدماً أدلته التي أقنعت القاضي وقرر إصدار حكمه القطعي لصالح التاجر الذي انبهر من ذكاء الابن وحنكته...
فرح الابن بالحكم وذهب مسرعاً للمستشفى لإخبار أبيه بالإنجاز الذي عمله، انهار الأب بمجرد ما أن سمع بخبر نجاح ابنه بالحصول على حكم قطعي لصالح موكلهم التاجر وقام من سريره نازعاً كل الأجهزة المعلقة على بدنه محاولاً ضرب ابنه ومردداً... يا فاشل... يا فاشل... لقد أنهيت المشروع الذي يدر علينا ذهباً بسبب غبائك، إنها القضية التي كانت أتعابها أصرف منها على البيت وعليك وعلى تعليمك أنت وإخوتك، إنها القضية التي كنا نعيش ونترفه من أتعابها...!
انتظر عزيزي القارئ فلم تنته القصة، لأنه بعد لحظات من توبيخ الأب لابنه ومحاولة ضربه دخل محامي الخصم لغرفة الأب المريض حاملاً عصى بيده ليضرب بها الابن لأنه أنهى القضية...!