أكد اهتمام الحكومة الكبير بتخصص الهندسة البيئية
الرومي: خفّضنا انبعاثات حرق الوقود... من 17.2 إلى 0.51 في المئة
- زراعة أشجار القرم في الجهراء تجسيد للرؤية الوطنية في بناء اقتصاد صديق للبيئة
- من مظاهر اهتمام القطاع النفطي بالطاقة النظيفة الشراكات الإستراتيجية العالمية لإنتاج الوقود العضوي
أكد وزير النفط طارق الرومي أن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بتخصص المهندس البيئي، حيث أصبح يماثل المهندسين الآخرين بخلاف الفترة السابقة، لاسيما أن ملف البيئة أصبح مطروحاً اليوم على الساحة، ونقصد البيئة النظيفة التي تدخل جميع مناحي الحياة، وليس في حالة الجو فقط.
وفي تصريح للصحافيين خلال حضوره اليوم الاثنين ملتقى ومعرض المهندسين البيئيين الأول في جامعة الكويت، نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، قال الرومي إن «سموه أعطى تعليماته بالاهتمام بالبيئة والمهندس البيئي، وستفتح الهيئة العامة للبيئة ووزارات الدولة المعنية، أبوابها لهذا التخصص، وتمثيلي لسموه اليوم، يدل دلالة قاطعة على اهتمام الحكومة بالبيئة والوضع البيئي بشكل عام».
وفي كلمة له بالافتتاح، قال الوزير إن «رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء لهذا الملتقى، تعكس إدراكنا المتزايد لأهمية علوم البيئة، ودورها الجوهري في رسم ملامح مستقبلنا، وخصوصاً في ظل التحول العالمي المتسارع في قطاع الطاقة، ومواكبة للجهود الدولية لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ».
تحولات كبرى
وبين الرومي أن «العالم يشهد اليوم تحولات كبرى نحو مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، وهو ما يضع على عاتقنا جميعاً مسؤولية كبيرة في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية ودعم القطاع النفطي من جهة، والمحافظة على البيئة من جهة أخرى».
وأوضح أن «التزامنا البيئي لا يتعارض مع مكانة القطاع النفطي، بل يعزز من مسؤوليته في خفض الانبعاثات وتبني أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة التي تساهم في الحد من الأثر البيئي لأنشطتنا، بما يحقق الاستدامة البيئية والاقتصادية معاً».
واستعرض الرومي النجاحات التي حققها القطاع النفطي، في مجال تخفيض عمليات حرق الغاز، «فقد تمكنا من خفض الانبعاثات الناتجة عن هذه العمليات، وتم تخفيض نسبة الحرق من 17.2 في المئة في عام 2005 و2006، إلى 0.51 في المئة، وفقاً لأحدث إحصائية، بفضل جهود أبناء وبنات القطاع النفطي في تطوير البنية التحتية وتعزيز كفاءة التشغيل، مما يعكس التزامنا العملي بالاستدامة البيئية».
وتابع «وفي إطار التزامنا بالتنمية الخضراء، يعمل القطاع النفطي بشكل وثيق مع الهيئة العامة للبيئة، وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، في مشاريع ومبادرات تهدف إلى التخضير، وأهمها زراعة أشجار القرم في محمية الجهراء، تجسيداً للرؤية الوطنية في بناء اقتصاد مستدام وصديق للبيئة».
الطاقة البديلة
وأشار الوزير إلى أن «دولة الكويت تؤكد التزامها الراسخ بدورها في التصدي لتغير المناخ، تماشياً مع ما نصت عليه اتفاقية باريس للمناخ، وبما ينسجم مع إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها للتحول بالطاقة بحلول 2050، وتحقيق الحياد الكربوني في الكويت بحلول 2060».
وأكد أن «اهتمام القطاع النفطي بالطاقة النظيفة والبديلة، لا ينحصر في مبادراته ومشاريعه المتعددة داخل دولة الكويت، بل يتجاوز حدودها الجغرافية من خلال الدخول في شراكات إستراتيجية مع شركات عالمية رائدة في إنتاج الوقود العضوي، تنويعاً لمصادر الطاقة وتعزيزاً للابتكار في مجال الطاقة المستدامة».
توجيه الطلبة لدراسة علوم البيئة
قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية حماية البيئة الدكتورة وجدان العقاب إن «الجمعية منذ أن انطلقت بمسيرتها قبل 51 عاماً، رسمت لنفسها نمطاً بيئياً غير تقليدي، في الطرح والتعاطي مع المناشط والفعاليات البيئية».
وأضافت العقاب «منذ 10 أعوام استشرفت الجمعية المستقبل العلمي والبحثي للبيئة بشكل مطلق، لتشابكها وتداخلها مع كل القطاعات والمجالات، وتوافقها مع خطط التنمية المستدامة العالمية والوطنية، فأطلقت محوراً عصرياً لفعالياتها، تزامناً مع ذلك، وهو الدعوة لتوجه طلاب الثانوية العامة لدراسة علوم البيئة والهندسة البيئية بالمرحلة الجامعية».
حلم... تحقق
أشارت رئيسة ومؤسسة فريق المهندسين البيئيين سارة الرامزي، إلى أن ملتقى ومعرض المهندسين البيئيين الكويتيين الأول «حلم آن الأوان ليتحقق بعد مساع وتجهيزات على مختلف الأصعدة، حتى نال شرف رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، وبحضور ممثل سموه في حفل الافتتاح وزير النفط طارق الرومي، مما يعد تجسيداً حقيقياً لاهتمام القيادة الحكيمة بدعم الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات».