فرضت الصين بالفعل رسوماً جمركية كبيرة على السلع الأميركية كرد على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الصينية، هذا التصعيد أدى إلى تبادل فرض الرسوم من الطرفين، حيث شملت هذه الرسوم مئات المليارات من الدولارات من البضائع المتبادلة، مثل فول الصويا، السيارات، الإلكترونيات، والمعادن.
ولعل أهم أسباب فرض الصين للرسوم الرد على السياسات التجارية الأميركية، حماية الصناعات المحلية الصينية، والضغط على واشنطن لتخفيف سياساتها التجارية.
تحاول الصين من خلال سياساتها الاقتصادية والتجارية أن تثبت مكانتها كقوة عالمية لا يمكن تجاهلها أو تهميشها. فالصين ترى أن الولايات المتحدة تحاول فرض هيمنتها على النظام الاقتصادي العالمي، وفرض سياسات تجارية تخدم مصالحها على حساب الآخرين. ومن هذا المنطلق، تعمل الصين على مقاومة هذه الضغوط، سواءً من خلال فرض رسوم جمركية مضادة، أو عبر تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول أخرى، وتوسيع نفوذها في مؤسسات الاقتصاد الدولي مثل منظمة التجارة العالمية ومجموعة البريكس.
الصين تسعى لإثبات أنها ليست دولة هامشية تُفرض عليها السياسات، بل قوة عالمية قادرة على صياغة القرارات الدولية والمشاركة في تشكيل النظام العالمي الجديد.