وجع الحروف

تغافل... ولا تنعزل!

تصغير
تكبير

كتبت عن الحكيم حاتم الأصم، وإجابته عن سؤال الإمام أحمد بن حنبل: كيف السبيل إلى السلامة من الناس؟ في مقال نشر في 20 يناير 2019، عنوانه «سرقوك... وليتك تسلم!»، وعدت له ووجدت لسان حالي يقول، ما أشبه الليلة بالبارحة!

الحكيم حاتم الأصم، أحد حكماء عصره له قول مأثور «تعهد نفسك في ثلاثة مواضع: إذا عملت فاذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت فاذكر سمع الله لك، وإذا خلوت فاذكر علم الله بك».

قاعدة لو طبقناها في حياتنا من كبار وصغار لما وجدنا ظالماً لنفسه أو ظالماً لغيره بيننا.

تعقدت شؤون الحياة وأصبح البحث عن الحديث عن إصلاح شؤوننا غير مرغوب فيه... وبات الترويج للسفاهة مطلوباً (وللعلم الترويج للسفاهة وقتل القدوة أحد أهداف الليبرالية الجديدة، التي كتبت عنها في فبراير 2009).

حينما يشتكي لي بعض العقلاء الحكماء، (شبعانين علم وخبرة وثقافة صالحة)، عن سوء ملتقياتنا وقلة اهتمامنا ودعمنا لأهل الشرف وتناقل «وكالة يقولون»، وفي أغلبها من النفس والشيطان.

ماذا عساي أن أرد عليه؟!

أجبته... «تغافل ولا تنعزل عن الناس»؛ فمهما كانت ردود الناس فلن تجد إجماعاً حيال ما تود إيصاله من أفكار طيبة، بالضبط كما رد حاتم الأصم على الإمام أحمد بن حنبل... فالناس كما جاء في رده (تعطيهم ولا تأخذ منهم؟ ويؤذونك ولا تؤذيهم؟ وتقضي حوائجهم ولا تكلفهم قضاء مصالحك، قيل له... صعبة يا إمام! قال: وليتك تسلم)!

عش بإستراتيجية التغافل وحسن التواصل وتحدث وإعمل وفق ما وصى به حاتم الأصم، المذكور في بداية المقال.

نقع في الخطأ... وخير الخطائين التوابين فإلتزم الإستغفار.

أحياناً لا تجد إنطباعاً جيداً، وقد يكون من نفسك والشيطان، ولربما كان إنطباعاً جميلا خلاف ما ظننت.

في عالم الكتابة... كل يدلو بدلوه.

نكتب وآخر ما كتبنا مقال الأحد الماضي المعنون بـ (غزة... «ظالماً أو مظلوماً»!) ونحاول أن نتقي الله في أنفسنا وفي المتلقي لمضمون ما نكتبه ونحاول إيصاله في زمن ذكر في الأثر عواقبه حيث أضحى الشعور بالمسؤولية تجاه إخواننا المظلومين والمضطهدين في غزة لم يجد التفاعل المطلوب في حين بعض الدول الآخرى (غير المسلمة) تدعو للمقاطعة والاعتصام نصرة لما يعانيه أهل غزة من الإبادة الجماعية.

كل شيء يمكن التغافل عنه في تعاملاتنا الإنسانية لكن فيما يخص الدين ونصرة الإسلام والمسلمين وخصوصاً في غزة وما يعانون منه لا يجب أن نتغافل عنه مهما كانت الدوافع (مصلحة أو خلافها).

الزبدة:

إصلاح ذوات أنفسنا مقدم على أي أمر آخر، وكذلك نصرة المظلوم؛ حيث قال عز من قائل: «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم...» (سورة النساء: 148)، فمن ظَلَمَ استحقَّ أن يُدْعَى عليه... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي