إطلالة

زيلنيسكي وقف حائراً بين ثروة بلاده ووقف الحرب!

تصغير
تكبير

يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، إرضاء الجميع في زياراته المكوكية إلى الدول الداعمة له ابتداء من الولايات المتحدة الأميركية التي لها دور كبير في دعمه أثناء حربه الطاحنة مع روسيا بعد دخول عامها الرابع وبالتزامن مع حلول الذكرى الـ1000 يوم للحرب الروسية في أوكرانيا، تكبد الطرفان فيها خسائر بشرية واقتصادية عالية.

فروسيا اليوم انفقت ما يعادل الـ320 مليار دولار منذ بداية الحرب أي ما يعادل 320 مليون دولار أميركي يومياً، وهذا ما يساعد على ارتفاع معدل التضخم في روسيا وسط الخسائر، ومن أجل تخفيف حدة الصراع الدائر بين الطرفين، طالب زيلنيسكي الإدارة الأميركية بإقناع روسيا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً على الأقل، وعلى واشنطن أن تقنع موسكو بقبول مقترح وقف إطلاق النار، والذي يفترض طرحه خلال المحادثات الأوكرانية الأميركية في جدة في السعودية، كما أن واشنطن وافقت على وقف تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها فوراً، في حين تم التوصل إلى اتفاق ناجح لإبرام اتفاقية المعادن الثمينة بين الطرفين الأميركي - الأوكراني في أقرب وقت ممكن.

ومن المعروف أن أوكرانيا تمتلك أكبر كنز في العالم، وهذا ما جعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يطالب زيلنيسكي بالتنازل عن 50 في المئة من المعادن النادرة في بلاده، وهو المطلب الذي أربك زيلنيسكي، وقت لقائه مع ترامب، فثروة أوكرانيا من المعادن تساوي 26 تريليون دولار وتستخدم في الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا الحديثة والطاقة، كما تمتلك أوكرانيا 7 في المئة من الاحتياطي العالمي من التيتانيوم وهو يستخدم في الصناعات الكيميائية والفضاء والرعاية الصحية الطبية وغيرها.

وأوكرانيا تعد خامس أكبر منتج للغاليوم في العالم وهو عنصر أساسي في صناعة أشباه الموصلات، كما تمتلك أوكرانيا 30 في المئة من احتياطيات الليثيوم في أوروبا والتي تستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية و20 في المئة من موارد الغرافيت العالمية، فالليثيوم والغرافيت الموجودان في أوكرانيا يغطيان احتياجات إنتاج 20 مليون سيارة كهربائية، كما تعتبر أوكرانيا رابع أكبر احتياطي من النحاس في أوروبا وغيرها من المعادن المهمة مثل غاز النيوم والحديد والذهب والألماس.

لذلك، نشاهد أن الرئيس الأوكراني قد رفض في البداية الحديث عن هذا الجانب من الثروة الطبيعية في بلاده ولكن في النهاية رضخ لمطالب ترامب، من أجل مقترح الهدنة التي تبنتها واشنطن حيث إنها على استعداد تام لإجراء عملية المفاوضات من أجل السلام، وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا. فيما أكد زيلنيسكي مرات عدة أنه يريد السلام لبلاده في أقرب وقت ممكن، وذلك قبل لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جدة.

كما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمم على إنهاء الحرب الأوكرانية في أقرب وقت ممكن، وفي المقابل أعرب ترامب عن تفهمه لنهج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحالي في حرب أوكرانيا وقال إن الرئيس الروسي يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا أيضاً.

لذلك، نلاحظ أن السعودية قد لعبت دوراً مفصلياً ناجحاً في الوساطة بين موسكو وكييف في محادثات جدة التي ركزت على الضمانات الأمنية كأولوية باقية.

فيما عبر زيلنيسكي، عن الشكر والتقدير للجهود الجبارة التي تبذلها السعودية وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز، منوها بالدور المحوري الناجح للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

والآمال معلقة على دور السعودية في تجاوز صعوبات هذه التسوية والتي تؤدي في النهاية إلى وقف الحرب الطاحنة بين موسكو وكييف!

ولكل حادث حديث،،،

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي