كثُر الحديث عن البصمة البيومترية، فهناك من رفض فكرة تطبيقها، وهناك من أيّدها بشدة، والسؤال هنا: هل رأيتم فوائد تطبيق البصمة البيومترية في البلاد؟
من الفوائد العظيمة التي جنتها البصمة البيومترية بعد تطبيقها على جميع المقيمين هي اكتشاف بصمات أظهرت الهويات والصور الحقيقية لمقيمين سبق لهم التواجد في الكويت منذ سنوات عديدة والمصيبة أنهم عادوا إليها مرة أخرى بجوازات جديدة تحمل أسماء وأرقاماً مختلفة عن الحقيقة وقد تم صدور أمر إبعادهم عن البلاد عن طريق التسفير إلى بلادهم بسبب قضايا جنائية مختلفة، والسؤال هنا: كيف تم اكتشاف عملية التزوير أو التلاعب في جوازاتهم الشخصية؟!
لقد قامت وزارة الداخلية مشكورة بمطابقة بصماتهم لتتوافق مع بصمات أفراد قد سبق إبعادهم عن البلاد بقضايا متعددة، إما من خلال قضايا السرقات أو مخالفة قانون الإقامة أو الجرائم الأخرى، في حين أن هناك العشرات من العمالة المنزلية أو السائقين قد سُجلت بحقهم قضايا «تغيب» في السابق، وأسماؤهم من الأسماء المحظورة من دخول البلاد إلا أن البصمة البيومترية الجديدة قد كشفتهم بعد تطابق البصمات فيما بينهم، ولا يخفى على الكثيرين أن هناك بلداناً آسيوية تتلاعب في تعديل مسميات جوازات سفر مواطنيها من أجل جني الأموال من الأفراد فتقوم بإصدار جوازات وهويات جديدة تحمل أسماء وصوراً مختلفة عن أصحابها الأصليين وهي بالتأكيد عملية تزوير في أوراق رسمية، ولكن في النهاية نجد أن البصمة البيومترية قد كشفت هذه الأسرار الخفية حيث تم رصد حالات كثيرة تتعلق بأناس مطلوبين وآخرين مبعدين عن البلاد ولكنهم عادوا من خلال مستندات مزوّرة فضلاً عن وجود مخالفات مرورية ارتكبها هؤلاء السائقون تخصهم، وقد تم حظر ملفاتهم وإغلاقها بعد اكتشاف تزويرهم.
وهناك حالات أخرى أكثر غرابة حينما انكشف أمر تلاعب بلدانهم حتى في بياناتهم الشخصية وفي صورهم الشخصية حتى وصل الأمر إلى إجراء عمليات جراحية لتغيير وجوههم وتغيير أصابع أيديهم حتى لا تنكشف بصماتهم السابقة بالبلاد وهي خطة محكمة ومسبقة لعملية التزوير أو التحايل على إجراءات الإقامة في الكويت.
وفي مقابل ذلك أكدت جهات أمنية أن لا تساهل مع العمالة المزوّرة، فكل من ينكشف أمره عبر البصمة البيومترية سيتم إبعاده عن البلاد فوراً ولا استثناءات لأحد أياً كانت حالته، وبالتالي نجد أن الأمر لم يقتصر على الوافدين المزوّرين فقط بل طال أيضاً المئات من مزوّري الجنسية الكويتية التي كشفتها البصمة البيومترية، فتطبيق البصمة البيومترية على الجميع أسهم في الكشف عن العديد من حالات التزوير وكشف حقيقة المزوّرين ومزدوجي الجنسية، فيما أكدت الجهات الأمنية أن كل شخص مزوّر أو مزدوج لن يفلت من المحاسبة وسيكون معرضاً لسحب جنسيته وسيطبق في حقه القانون كما أن القانون يطبق على الجميع بلا أي تفرقة.
وفي ضوء هذه الأحداث المتسارعة نجد أن قضية التزوير واللعب في البصمة هي تحت الرصد الحكومي المستمر ولا تهاون في تطبيق البصمة البيومترية، وبالتالي تسعى الحكومة جاهدة في ضبط الأوضاع التي تخل بالعملية الأمنية في البلاد خصوصاً فيما يتعلق بملف الجنسية الكويتية وملف الإقامة، فهما من القضايا التي انعكس تأثيرها على جهود الإصلاح الشامل على كل القضايا العالقة، كما أن ملف المبعدين والمخالفين والتصدي لظاهرة الاتجار بالبشر وتحديد قواعد مشددة لإبعاد الأجانب المخالفين هي من أولويات الحكومة للقضاء على الفساد والفاسدين.
وقد ثبت ذلك عن طريق إلقاء القبض على الكثير من شبكات عصابية متنوعة تعمل بالاتجار بالبشر وتسهيل الحصول على الإقامة مقابل مبالغ مالية في مكاتب عمالة منزلية وهمية، وفي ضوء ما سبق يكون هذا الرد كافياً على من يدّعي أن لا فائدة من البصمة البيومترية غير أن الواقع يقول إن تطبيقها بالشكل الصحيح كشف لنا الكثير من أوجه الفساد والمفسدين...
ولكل حادث حديث،،