قبل الجراحة

التاريخ المُهمل

تصغير
تكبير

التاريخ لا يقرأ مثل غيره من العلوم، فمن يقرأ التاريخ عليه أن يستخلص العِبر والحِكم ومن الأهمية قراءة التاريخ بطريقة تحليلية فكرية...

لنعد لتجربتنا المدرسية مع دراسة التاريخ، ما لاحظه غالبيتنا ونحن طلبة بالمدارس اهتمام غالبية المدرسين الأفاضل على نقطتين، أولاهما حفظ تواريخ الأحداث حتى أصبح حفظ تواريخ الأحداث هو الأساس الذي يحدد تقييم الطالب، وثاني الأهميات هو حفظ أسماء الأشخاص، فكان الاختبار يغلب عليه أسئلة عن تواريخ الأحداث وأسماء من حكم في تلك الفترة وما هي أسماء أبنائه ووصل الحال في بعض الأحيان لحفظ أسماء الآلهة في تلك الفترة.

نتذكر كيف كان عدم حفظك لأسماء الآلهة وأسماء الملوك التي حكمت وتاريخ حكمها يهدد نجاحك بمادة التاريخ...!

متناسين أن التاريخ يقرأ للتحليل، فالتاريخ التحليلي الفكري الذي يبيّن للطالب لماذا نجح حكم هذا الوالي وكيف نستفيد وماذا نستخلص من الأعمال التي قام بها لتثبيت حكمه لكي نزرعها داخل فكر متلقي العلم، ولماذا فشل حكم هذا الوالي وما هي الأعمال الداخلية والخارجية التي أدت لضياع حكمه وحكم أسرته...!

ما كتبه ابن خلدون متضمناً مجلده الأشهر «مقدمة ابن خلدون»، ما زالت هذه الكتابات تدرس دراسة تحليلية تفصيلية فكرية في الكثير من المدارس والمعاهد والجامعات العالمية، وعندما يختبر الطالب، لا يتم اختبار مدى حفظه للتواريخ وأسماء الأشخاص، إنما يختبر لمعرفة مدى قدرته على تحليل الأحداث واستخلاص العِبر...

لقد غاب الجانب التحليلي الفكري عن دراسة التاريخ عندنا وسيطر الحفظ وسيطرة الأسئلة التي تمتحن حفظ الطالب، متناسين أن الأهم هو ترسيخ مبدأ ماذا فهم الطالب مما درس وماذا استفاد مما قرأه من التاريخ وما علاقة ما قام بدراسته بحياته ومستقبله...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي