السفارة الصينية احتفلت بالذكرى الـ60 لزيارة الشيخ جابر لبكين
الجابر: تطوير العلاقات الإستراتيجية مع الصين في المجالات الحيوية
- زيارة الشيخ جابر التاريخية فتحت الطريق كي تصبح الكويت «بوابة الصين» على منطقة الخليج
- علاقات بلدينا تجاوزت الإطار الدبلوماسي التقليدي وصارت نموذجاً للصداقة الحقيقية
- السفير الصيني: مستعدون للعمل مع الكويت لترجمة توافقات قيادتي البلدين إلى واقع ملموس
- لمدة 10 سنوات متتالية والصين تتربع على رأس قائمة أكبر شريك للكويت
- أصدرنا نحو 13 ألف تأشيرة لمسافرين من الكويت العام الماضي... والعدد يتزايد
شدّد نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر، على متانة العلاقات الكويتية ـ الصينية، مؤكداً حرص الكويت على تطويرها في المجالات الاستراتيجية والحيوية كافة، وذلك في تصريح له على هامش حضوره احتفالية نظمتها السفارة الصينية لدى البلاد، أمس الأول، بمناسبة الذكرى الـ60 للزيارة التاريخية التي قام بها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى بكين، والتي تزامنت مع احتفالات «العام الصيني الجديد 2025»، بحضور كبار المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين، وممثلي قطاعات الأعمال والثقافة من كلا البلدين.
واستعرض الشيخ جراح الجابر في كلمته، مسيرة العلاقات الثنائية، مؤكداً أن «زيارة الأمير الراحل في عام 1965، وضعت حجر الأساس لعلاقات ثنائية متينة، وأرست دعائم قوية لتعاون استراتيجي متعدد الأبعاد».
وأضاف أن تلك الزيارة شكلت نقطة انطلاق العلاقات الكويتية - الصينية، مروراً بعام 1971 عندما أقام البلدان علاقات دبلوماسية وتبادلا فتح السفارات، مما جعل الكويت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقاتها الدبلوماسية مع بكين «لتصبح الكويت بوابة الصين على منطقة الخليج».
وأضاف أن «العلاقات بين بلدينا تجاوزت الإطار الدبلوماسي التقليدي لتصبح نموذجا للصداقة الحقيقية، القائمة على القيم المشتركة من احترام متبادل وتعاون مثمر، ورغبة صادقة في تحقيق التنمية والازدهار المشترك».
ولفت الجابر إلى أنه «بالرغم من بعد المسافة الجغرافية البالغ 3800 ميل بين العاصمتين، إلا أن الإرادة السياسية للقيادتين تجاوزت كل الحواجز»، مجدداً حرص الكويت على تطوير العلاقات الاستراتيجية مع الصين في المجالات الحيوية كافة، بما يلبي تطلعات وآمال قيادتي وشعبي البلدين، ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار والنماء في المنطقة والعالم.
محطات مفصلية
واستذكر الجراح المحطات المفصلية في تاريخ العلاقات، لاسيما الزيارة التاريخية للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى بكين في يوليو 2018، والتي تم خلالها الإعلان عن إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، إضافة إلى زيارة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى الصين في سبتمبر 2023، حينما كان ولياً للعهد، والتي شكلت نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية وتوجت بتوقيع سبع مذكرات تفاهم تتعلق بمشاريع تنموية ضخمة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والحوكمة البيئية.
إنجازات ملموسة
بدوره، أكد السفير الصيني تشانغ جيانوي،ـ في كلمته، على المغزى الاستراتيجي لتلك لزيارة الشيخ جابر الأحمد التاريخية، مشيراً إلى أنها مثّلت انطلاقة حقيقية للعلاقات بين البلدين.
وقال إن «العلاقات الصينية - الكويتية شهدت خلال العقود الـ6 الماضية، تطوراً متناميا وإنجازات ملموسة، في مجالات الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي والإنسانية».
وأكد السفير الصيني أن «صداقة البلدين راسخة ومستدامة، وكما يقول المثل الكويتي الحكيم (الصداقة كنز تزداد قيمته بمرور الوقت)».
وأضاف: «انطلاقاً من هذه المحطة التاريخية الجديدة، نؤكد استعداد الصين للعمل بشكل وثيق مع الكويت، لترجمة التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها بين قيادتي البلدين إلى واقع ملموس، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، تخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين».
تعاون
وقال جيانوي: «على مدى العقود الـ6 الماضية، حقق التعاون العملي بين الصين والكويت إنجازات بارزة، فقد ارتفع حجم التجارة الثنائية من 8.39 مليون دولار في 1965 إلى عشرات المليارات في السنوات الأخيرة، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للكويت لمدة 10 سنوات متتالية».
وأضاف ان الكويت افتتحت مكتبها الاستثماري الخارجي الثاني في شانغهاي، وأصبحت الصين ثاني أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في الكويت، كما تم الانتهاء من المشاريع الكبرى التي تنفذها الشركات الصينية، بما في ذلك المبنى الرئيسي الجديد لبنك الكويت المركزي، والمدينة الجامعية، والمصفاة، ومشروع الإسكان، واحدة تلو الأخرى، كما أصبحت الكويت، بالتعاون مع شركة (هواوي)، أول دولة في الشرق الأوسط تنجح في تغطية شبكة الجيل الخامس على مستوى البلاد، وقد أتى تعاوننا الاقتصادي والتجاري بفوائد ملموسة لشعبينا، ومع وصول وَتِيرَة الرحلات الجوية المباشرة بين مدينة الكويت وقوانغتشو إلى ثلاث رحلات أسبوعيًا، يزداد عدد المسافرين الكويتيين إلى الصين، حيث أصدرت السفارة الصينية نحو 13000 تأشيرة خلال 2024».
جوائز الصداقة الصينية - الكويتية
شهدت الاحتفالية توزيع «جوائز الصداقة الصينية - الكويتية» على 5 فئات من الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، وقد منحت «جائزة الاستحقاق المتميز» لجميع سفراء الكويت السابقين لدى الصين، تقديراً لدورهم الدبلوماسي المتميز، فيما حصل الفريق الطبي الصيني العامل في الكويت على «جائزة تعزيز التعاون» نظير جهوده الاستثنائية في خدمة القطاع الصحي الكويتي على مدى سنوات.
«وعد طريق الحرير»
تضمن البرنامج الثقافي للاحتفالية، فقرات فنية متنوعة عكست عمق التبادل الثقافي بين البلدين، حيث قدم شباب من الصين والكويت أداءً مشتركاً لأغنية «وعد طريق الحرير» التي تجسد روح التعاون والتطلع للمستقبل. كما قدمت فرقة متخصصة عرضاً مبهراً لأوبرا بكين الشهيرة «قصيدة إلى أزهار الكمثرى»، وحظيت بإعجاب كبير من الحضور.
رقصة التنين
اختتمت الفعالية بعرض مذهل لرقصة التنين الصينية التقليدية، قبل أن ينتقل جميع المدعوين إلى الساحة الخارجية للسفارة للمشاركة في الافتتاح الرسمي لفعاليات «مهرجان الربيع السعيد»، حيث أتيحت للضيوف فرصة تذوق أشهر الأطباق الصينية التقليدية، والاستمتاع بعروض الخط العربي والفنون الشعبية الصينية في أجواء احتفالية مميزة.