إطلالة

أرزة حكومية... غُرِسَتْ في لبنان

تصغير
تكبير

لبنان... أتاه «عون» والأمل أن يحل «سلام» في ربوعه.

بالأمس، التقطت الحكومة اللبنانية التي شكّلها القاضي الدولي نواف سلّام، من 24 وزيراً، أو بالأحرى من عيار (24 قيراطاً)، من الكفاءات وحملة الشهادات العليا، الصورة التذكارية في القصر الجمهوري في بعبدا مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

صورة الحكومة... بمثابة أمل الانفراجة بعد أن تعثرت المحاولات لولادتها، مع الاعتقاد الذي ساد في بداية الأمر أن القاضي سلّام، المكلف تولي رئاسة الحكومة وتشكيلها قد فشل في مهامه، وذلك بعد الاجتماع المطول الذي انعقد بالقصر الجمهوري في بعبدا بين الرئيس عون، ورئيس البرلمان بري والرئيس المكلف سلّام، حيث بدا إثر مغادرة بري وسلّام الاجتماع، أن الخلافات السياسية طغت وتبعثرت أوراق التشكيل، نظراً لاختلاف الرؤى حول الأسماء المرشحة للمقاعد الشيعية والسنية، ولكن سرعان ما انزاحت الغيمة السوداء وخرج «الدخان الأبيض»، بعد حرص ومتابعة الرئيس عون، على إزالة العقبات وقطع الطريق أمام أي تعقيدات إضافية في ظل الضغوطات الإقليمية والأميركية التي تراقب الأوضاع عن كثب لوجوب حرص القادة اللبنانيين على التعاطي مع عملية التشكيل الحكومي بعيداً عن تدخلات قادة «حزب الله» وإيران. حيث كانت الرسالة الأميركية المرسلة واضحة وحازمة إلى لبنان ومفادها «أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح بتاتاً لنفوذ «حزب الله» وحلفائه بالتدخل في شأن تشكيل الحكومة الجديدة».

وقد سبق للإدارة الأميركية وديبلوماسيين أجانب أن حذروا لبنان من أنه سيتعرض لمزيد من العزلة السياسية والاقتصادية ما لم تشكل حكومة توافقية تتكيف مع الإصلاحات والتغييرات الجديدة، وذلك للقضاء على ملفات الفساد، والحد من نفوذ «حزب الله» المدعوم إيرانياً، فالإدارة الأميركية لا تريد التدخل في مجريات التشكيل الحكومي والشأن الداخلي للبنان، ولكنها تريد ألا يفرض «حزب الله» هيمنته على الحكومة الجديدة، وعدم المشاركة فيها في ظل الترشيحات الجديدة.

ولدى واشنطن ارتياح شديد لوصول عون لسدة الرئاسة، الذي وعد بالقضاء على جميع ملفات الفساد، والعمل على تقديم إصلاحات فورية عدة، وتكريس كل الطاقات الحكومية لإنقاذ لبنان من الأزمة المالية والاقتصادية بعد معاناة كبيرة من العجز المتراكم.

بالأمس، اكتمل المشهد برؤية الحكومة المكونة من 24 وزيراً من حملة الشهادات العليا، وعلى رأسهم القاضي الدولي نواف سلّام، الذي رأس المحكمة الدولية في لاهاي، وقاد اجتماعها الأول في قصر الرئاسة في بعبدا الرئيس عون، لتكون حكومة إنقاذ وطني جاءت من أجل الإصلاح والتنمية لبلاد الأَرز.

لقد بدا رئيس الحكومة «سلّام» مرتاحاً لإنجازه لمهمة صعبة بعيدة عن أي تدخلات إقليمية خصوصاً بعد سقوط النظام السوري البعثي، نظام بشار الأسد وأعوانه، وفشل المحور الإيراني في نفوذه الإقليمي.

مع تولي العماد عون الرئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة يكون لبنان قد تخلّص من أزمة الفراغ الدستوري (بلد من دون رئيس)، الذي دام أكثر من عامين، واليوم -وفي ضوء هذه المتغيرات الجديدة- يكون قد تخلص من الحقبة القديمة التي خيم عليها الفشل، وجاءت بحقبة الأمل. ففي العهد الجديد تحتاج هذه الحكومة إلى تصديق البرلمان لها بعد اختيار نخبة خالية من الأحزاب السياسية، وبعيدة كل البعد عن أي تورط في الفساد، وبالتالي حتماً ستكون حكومة إصلاح وإنجاز.

لقد تعهّد الرئيس نواف سلّام، بعد إعلان تشكيل حكومته بعمل إصلاحات شاملة عدة في النظام القضائي والاقتصادي في بلاد الأَرز، لبنان، وكذلك العمل بجِدّ على أمن واستقرار البلاد، بعد أن عانى لبنان من أزمات اقتصادية متتالية، وكوارث مالية وسياسية وأمنية منذ عقود وانعكست آثارها سلباً على قطاعات البنوك والمؤسسات المالية، وتوقف الكهرباء، وهذه الانهيارات المتفاقمة جعلت المجتمع اللبناني يعاني من الفقر والجوع والديون، وبالتالي نجد أن الشعب بحاجة إلى مشاهدة خطوات إيجابية من الحكومة الجديدة حتى يتنفس الصعداء ويثق في بلده، فيما نجد أن ولادة حكومة جديدة بعناصرها النظيفة ستكون لديها فرصة ثمينة لإعادة إعمار الجنوب، واستعادة الأمن المفقود على حدوده بعد حرب دموية بين «حزب الله» والعدو الإسرائيلي أسفرت عن دمار هائل في القرى والمدن الجنوبية، إضافة إلى ما لحق من دمار في البقاع وبيروت...

وما يحتاجه لبنان في ظل حكومة سلّام...«سلَام» يحل بين ربوعه، وأفضل العلاقات الثنائية مع دول الخليج، وفي مقدمها «الشقيقة الكبرى» الداعم الأول المملكة العربية السعودية.

وفي ختام المقال، نبارك للرئيس جوزف عون، ولرئيس الحكومة نواف سلّام، على إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، وعلى حُسن اختيارهما أعضاء الحكومة الموقرين، متمنين لهما النجاح والتوفيق في عملهما في عهد جديد، يكون أكثر إشراقاً على لبنان الأَرز... ونبارك للبنانيين الذين تفاءلوا بالاخبار «البيضاء» بدءاً من انتخاب الرئيس، وحكومة أبصرت النور وانتهاءاً بتكلل جبال لبنان بـ «الأبيض»... الثلج الذي غطى صنين وعيون السيمان وبعصفرين في سير الضنية التي ترتاح جغرافياً تحت القرنة السوداء النابضة سياحياً بمشاريعها والمتوجة حالياً بالبياض.

ولكل حادث حديث،،

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي