رأي قلمي

هو عالم الغموض والتعقيد...!

تصغير
تكبير

إن العلاقات التي نقيمها مع بعضنا ومع أبناء الثقافات الأخرى، هي علاقات مهددة بالتوتر والقطيعة، ومهددة بالبرود والفتور لمعطيات واضحة، وأحياناً لمعطيات غير واضحة. والعلاقة التي نحرص على استمرارها تحتاج إلى رعاية دائمة.

إن عالم العلاقات هو عالم الغموض والتعقيد، وهو عالم الأوهام والشكوك والتساؤلات، وذلك بسبب هشاشة الأسس التي تقوم عليها كل علاقة بين إنسان وإنسان آخر، كل واحد منّا يرى الآخرين على المستوى الفردي والجماعي، وعلى المستوى الحضاري، من أفق الوعي بالذات والانتماء، وأفق الثقافة والحضارة الإسلامية التي ينتمي إليها. لكن المشكل الذي يواجهنا هو أن الوعي بالذات والحضارة... وعي غير مكتمل ولا ناضج، بسبب غموض التعريفات، وبسبب الجدل حول العديد من القضايا لدى الجميع.

إن الله تعالى خلق الإنسان على نحو يجعله في حاجة إلى غيره من بني الإنسان، وفي حاجة إلى محيطه، وهذا يعني أنّ العلاقة تنشأ بيننا وبين الآخرين بسبب شعورنا بالحاجة إليهم، ولدى الآخرين الشعور نفسه، وهذا يجعل التكامل هو أساس العلاقة، وكلما كان الإشباع لحاجاتنا أكبر شعرنا بعظم التكامل وأهميته بيننا، وحين يشعر أحد الطرفين بالاستغناء عن الآخر، أو يشعر أن ما يقدمه الآخر على أي مستوى كان لا يؤدي إلى المزيد من التكامل، ولا يشكل إضافة مقدرة فإن من المتوقع فتور العلاقة التي كانت يوماً ما حيوية جداً.

ولتجنب الكثير من المشكلات والأزمات التي قد تنشب بين الأطراف، ولسد الكثير من الحاجات، وللاستمتاع بالعلاقات، علينا بالتبصر، ونقد أعمق وأوسع لكل علاقة نشرع بإقامتها، أكثر بكثير مما ذكرنا وكتبنا.

[email protected]

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي