رأي قلمي

ليست عزلاء...!

تصغير
تكبير

إذا تأملنا في سلوكنا الشخصي، فإننا سنرى أن أفكارنا هي التي تصنع مشاعرنا وعواطفنا، وهذه من جهتها تصنع السلوكيات والمواقف.

العواطف ليست عزلاء عن أدوات التأثير، فهي قادرة على الضغط بقوة على العقل كي ينتج الأفكار المسوغة لتوجهاتها. لذا، يتبادل العقل من خلال بنيته العامة وطروحاته التأثير مع العاطفة، العقل يكبح جموح العاطفة، ويدلها على مواطن تطرفها، وهي بطبيعتها ميالة إلى التطرف، كما أنه يمارس عملية إرشادية مديدة لها.

تزداد سيطرة العاطفة على العقل كلما كان صاحبه أقل ثقافة، وأقل خبرة في القضايا التي تدفع إليها العاطفة، ومع انتشار العلم على نطاق واسع صارت تصرفات الناس أكثر عقلانية، وأصاب عواطفهم نوع من الفتور والبرودة التي قد تصل إلى حد التجمد في بعض الأحيان.

من مميزات التاريخ يدلنا بوضوح على القرارات الكبرى التي تم اتخاذها بدافع من الهوى والرغبة، فأدت إلى كوارث.

حَرِيٌّ بنا أن نذكر أن العاطفة لا تشجّع على تقسيم التاريخ إلى مراحل، حيث يكون لكل مرحلة عقلها وروحها وضروراتها ومعطياتها، وبالتالي قراراتها ومواقفها، وهنا نجد الفرق بين العاطفيين والعقلانيين، العاطفيون يستدلون بأحداث وقعت قبل مئات الأعوام، ويريدون تنظيم ردود أفعال مشابهة لتلك الأحداث التي نظّمها أهل تلك المرحلة، أمّا العقلانيون فينظّمون ردود أفعالهم لكل مرحلة في لحظتها.

لذا نحن نحتاج إلى قراءة التاريخ بعمق، لتكون لدينا خبرة واسعة بإصلاح الواقع والتأثير فيه، والاستفادة من معطياته في فهم الإنسان على مستوى سلوكه الفردي والاجتماعي، ومنها نتعرف على أنفسنا وواقعنا الذي يرشدنا إلى الوجهات الصحيحة في استشراف مستقبلنا.

[email protected]

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي