أمـا بعد...

أولويةُ صيانة الطُّرقِ

تصغير
تكبير

يرى ابن خلدون، في مقدمته الشهيرة أنّ العِمارة ترتبط ارتباطاً جذراً في تطوّر الحضارة في المجتمعات ولا يحصر ابن خلدون العِمارة في بناء المُدن والمساكن، بل هي في حقيقة الأمر تعبيرٌ عن مدى حالة المجتمعات من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية.

وأوضح ابن خلدون في مقدمته أن العمران يرتبط بازدهار الحضارة وترف المجتمع، حيث لا يمكن في مِصرٍ معيّن أن تنمو به المُدن وتزدهر ويزداد عدد سكانها ويعم بها الاستقرار دون تحسّنٍ في الأوضاع الاقتصادية والسياسية لذلك المِصر. ومن رؤية ابن خلدون في فلسفة العمران كذلك أن العمران ينخفض ويبدأ بالاندثار عندها تدخل الحضارة في مرحلة تراجع إلى انهيار، حيث إن عم الفساد ضعف الاقتصاد بلا شك ما يؤدي إلى تدور العمران بالتبعية وانتشار الفوضى.

ومن هنا نقول، إن كان المؤرخون القدماء كأمثال ابن خلدون، رحمه الله، وغيره قد عرفوا قيمة العمران في المجتمعات وأنه لا حضارة بلا عمارة... وأن العِمارة كما وصفها الجاحظ، «العِمارة أُسس الحضارة»، ونحن اليوم لا نطالب بما فقهه الأولون من إعمار مدنٍ إسكانيةٍ وأخرى تجارية وغيرها صناعية وتشييد أبراج وناطحات سحاب ومجمعات تجارية...

فإن كان ما سبق هو الغيث فإننا نرجو قطرته ألا وهي الطرق المعبّدة الصالحة للاستخدام، وقد تجدد الأمل بنا بعد إبرام توقيع معالي وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان، قرابة الـ 18 عقداً لصيانة طرق الدولة من شوارع رئيسة وداخلية بقيمة تقارب الـ400 مليون دينار كويتي، على أن تباشر الشركات المتعاقدة أعمالها باليوم التالي لتوقيع العقود... وكلنا أمل أن تنجز العقود وأن ينتهي العمل بها في مواعيدها المقرّرة دون تأخيرٍ أو تعطيل.

وكل الشكر لمعالي وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان ووكيل وزارة الأشغال العامة بالتكليف السيد عيد الرشيدي، على مساعيهما ونسأل الله لهما التوفيق والسداد...

X: @Fahad_aljabri

Email: [email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي