جاء في كلمة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في المناقشة العامة للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر المنظمة في نيويورك، فقرة تتحدث عن عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل ونشر خطاب الكراهية والأمن السيبراني، هذا نصها (إنّ وتيرة الابتكارات التكنولوجية والاستخدام الخاطئ للذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر خطاب الكراهية والتحريض والتجنيد الإرهابي وبث المعلومات الخاطئة والمضللة باتت تزعزع وتمس الأمن السيبراني الأمر الذي يجب أن نعيره الاهتمام اللازم).
تلك الفقرة مهمة جداً في الكلمة التاريخية التي ألقاها، ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، فقد جاءت لتحاكي واقعنا الحالي في ظل التوترات في منطقة الشرق الأوسط والضربات الإسرائيلية لجنوب لبنان، والرد الإيراني والتهديدات من الجانبين، فنحن ليس بمأمن مما يحدث نظراً لوقوعنا بالقرب من منطقة النزاع والتهديدات المتبادلة.
في هذا الوقت بكل أسف برز مستخدمو التواصل الاجتماعي في بث تغريدات سيئة من شأنها أن تزعزع وحدتنا الوطنية، لتشتعل حرب إلكترونية كما اشتعلت في الأسابيع الفائتة عندما أجرت الحكومة تعديلات بسيطة لقانون الجنسية ليتم تبادل الاتهامات والولاءات بكل أسف بالرغم أن مَن يتعارك إلكترونياً ليس له ناقة ولا جمل.
أرى أننا في هذه الأيام المشحونة إقليمياً بحاجة ماسة لتحكيم لغة العقل والإمساك جيداً بزمام الأمور والتكاتف وتعزيز وحدتنا الوطنية وتقوية جبهتنا الداخلية، فكم أتمنى أن يُراجع ويبحث شبابنا وبناتنا الذين يتصارعون في وسائل التواصل عن ماضينا وتضحياتنا في أيام الغزو العراقي ليستلهموا الدروس والعِبر وليتعلموا كيف كان الكويتيون لُحمةً واحدةً لم يفرقهم أحد، فنحن في مركب واحد وليس لدينا سوى رُبان واحد بعد الله سبحانه وتعالى، وهو سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله، ويعاونه ولي عهده الأمين سمو الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، لهما في رقابنا بيعة وسمع وطاعة، وولاؤنا لهما وانتماؤنا للكويت وحدها، فنحن أبناء بلد واحد، من غير المعقول ولا المقبول أن نختلف ونتصارع في أمر ليس لنا فيه لا ناقة ولا جمل، والله من وراء القصد.
mesferalnais@