حتى يتسنى لنا معرفة وفهم مصطلح «حدود الـ67» علينا أولاً أن نرجع بالتاريخ إلى تلك الأحداث ومعرفة ما جرى... وهو العام الذي اعتبره العرب في حينه أنه عامُ النّكسة ولكن مع مرور الأيام والسنين اتضح جلياً أنه عام نكبةٍ لا نكسة... ففي ذلك العام خاضت ثلاث دول عربية وهي سورية ومصر والأردن في الـ 5 من يونيو 1967 حرباً ضروساً ضد الكيان المحتل، وتعد هذه الحرب الثالثة ضمن الصراع العربي- الصهيوني حيث استمرت الحرب لستة أيام وأسفرت عن احتلال بقية الأراضي الفلسطينية وهي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة إضافة إلى الجولان السوري وسيناء مصر، وقد أسفرت الحرب عن استشهاد 20 ألف عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي، وتدمير نحو 70 في المئة من العتاد الحربي في الدول العربية.
وقد نفذت إسرائيل خلال الحرب خطتها العدوانية بتوجيه ضربة جوية كثيفة بشكل مباغت إلى المطارات العسكرية وإلى الطيران الحربي المصري والسوري والأردني، ما مهّد الطريق أمام القوات الإسرائيلية لفرض سيطرة جوية تمهيداً للتوغل البري في تلك المناطق. وقد تم بالفعل ما خططت له إسرائيل واحتلت الضفة الغربية، بما فيها القدس وكذلك الجولان السوري وشرق نهر الأردن مع جزء من مزارع شبعا اللبنانية وسيناء مصر.
وبعد هذه النكسة المريرة؛ صدر قرار مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة رقم 242، والذي نص على حلّ الدولتين لتسوية الصراع في فلسطين المحتلة، وأكدّ هذا القرار على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال من الأراضي التي احتلت «خلال النزاع الأخير» (نكسة 1967)، كذلك فقد أثيرت آنذاك نقاشات حادة ولا تزال حول ترجمة القرار باللغة الإنكليزية على حذف «ال» التعريفية، ووضع «أراضي» بدلاً من كلمة الأراضي ليبقى باب التأويلات مفتوحاً أمام كل الاحتمالات.
ودعا القرار أيضاً إلى إنهاء جميع «حالات الحرب» واحترام سيادة كل دولة في المنطقة مع الاعتراف المتبادل في ما بينها وأن تحترم وتقر الاستقلال والسيادة الإقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة، وحقها في أن تعيش في سلام في نطاق حدود مأمونة ومعترف بها متحررة من أعمال القوة أو التهديد بها.
ويقصد بحدود الـ1967 حدود الرابع من يونيو 1967، أي قبل حرب النكسة فهي خط المواجهة بين إسرائيل وفلسطين، وكذلك سورية قبل اندلاع حرب 1967. ووفقاً لتلك الحدود فإنّ نصيب دولة فلسطين من أرضها التاريخية يمثل نحو 22 في المئة، وذلك من إجمالي الأرض، حيث تنقص نحو 20 في المئة عن قرار تقسيم فلسطين، كما أنها تجعل الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فيما تكون القدس الغربية عاصمةً لإسرائيل.
X: @Fahad_aljabri
Email: Al-jbri@hotmail.com