المنظمة الأممية للسياحة: الكويت تمتلك المقومات لتصبح قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم

تصغير
تكبير

- تطوير السياحة أداة رئيسية للتنشيط الاقتصادي والتعاون الإقليمي
- تبني دول الخليج ممارسات أكثر استدامة للحفاظ على بيئاتها الطبيعية الفريدة اتجاه يرحب به السياح
- السياحة الدولية استعادت في الفترة بين يناير ويوليو الماضيين 96 في المئة من مستوياتها ما قبل الجائحة

أكدت منظمة الأمم المتحدة للسياحة أن دولة الكويت تمتلك المقومات لتصبح قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم، فيما أشادت بالمبادرات السياحية الكويتية ودورها في إحلال السلام.

وقال الأمين العام للمنظمة الجورجي زوراب بولوليكاشفيلي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية بمناسبة يوم السياحة العالمي الذي تحتفي به المنظمة الأممية في 27 سبتمبر من كل عام، إن المبادرات الكويتية التي تسلط الضوء على تراثها الثقافي وكرم ضيافتها لا تروج لها كوجهة سياحية فحسب بل تساهم أيضا في إحلال السلام في المنطقة من خلال دعوة الأفراد من مختلف الثقافات للتعرف على تاريخها وتقاليدها.

وأضاف بولوليكاشفيلي أن الكويت تتمتع بإمكانات كبيرة، لافتا إلى أن فعاليات ومهرجانات ثقافية أحيتها الكويت اثبتت أنها وسيلة رائعة للتقريب بين المجتمعات المحلية والزوار وبالتالي تعزيز الشعور بالوحدة والتفاهم والوئام.

وشدد على أن دولة الكويت تتمتع بفضل مزيج من الثقافة الغنية والتاريخ العريق والبنية التحتية السياحية بالقدرة على أن تصبح وجهة جذابة للزوار من جميع أنحاء العالم، معربا عن تفاؤله بالتأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحققه السياحة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الكويت والمنطقة بأكملها.

وأشاد بالمبادرة التي اتخذتها الكويت للترويج للسياحة وتطوير القطاع من خلال استراتيجية رؤية دولة الكويت 2035 (كويت جديدة) التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل إلى جانب النفط وتحسين نوعية حياة مواطنيها وتحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري على نطاق إقليمي ودولي.

ونوه بولوليكاشفيلي باستثمار الكويت في المشاريع السياحية التي تسلط الضوء على تراثها الثقافي وتاريخها الغني مثل تجديد المتاحف والترويج للفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض الدولية، بالإضافة إلى التركيز على سياحة الأعمال والسياحة الصحية وتحديث وتطوير المرافق السياحية.

وأشاد بسعي الكويت لتنمية بنيتها التحتية من خلال مشاريع متنوعة منها تطوير مناطقها الساحلية لتحويلها لقبلة سياحية تجذب السياح المحليين والدوليين بما يعود بالفائدة على الكويت نفسها وعلى الدول المجاورة.

وقال بولوليكاشفيلي إن منطقة الخليج العربي تمثل منذ فترة طويلة نقطة محورية ليس فقط لتراثها الثقافي الغني وجغرافيتها الفريدة ولكن أيضا لجهودها لتنويع اقتصاداتها لتقليل الاعتماد على النفط كمورد أساسي للدخل.

واعتبر أن آفاق السياحة في الخليج واعدة للغاية بفضل الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية السياحية والفعاليات الدولية والمبادرات الحكومية التي تعزز الاستدامة.

ولفت إلى أن قطاع السياحة في المنطقة يكتسب أهمية متزايدة في سياق السياحة العالمية، مشيدا بمبادرات دول مجلس التعاون الخليجي للترويج السياحي وافتتاح عدد من المواقع التاريخية والثقافية أمام السياحة الدولية في الفترة الأخيرة ما يمثل تحولا نحو المزيد من الانفتاح وإثراء التبادل الثقافي.

وقال إن الجهود الخليجية تعكس التزاما جماعيا بالسياحة المستدامة والاستثمارات الخضراء في استراتيجيتها السياحية ومواءمة تطورها السياحي مع الأهداف العالمية لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 بما يتماشى مع الأهداف الإقليمية والعالمية وتقديم مثال جيد لكيفية مساهمة السياحة في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الأوسع.

وأشاد بجهود دول الخليج العربي لتعزيز كونها وجهة رئيسية للمسافرين عبر تعزيز الاتصال الجوي، لافتا إلى أن شركات الطيران بها تعمل على توسيع شبكاتها لربط المدن الكبرى حول العالم مما يزيد من جاذبية المنطقة كنقطة مركزية للتنقلات الدولية.

وأشار بولوليكاشفيلي إلى أن تبني دول الخليج ممارسات أكثر استدامة للحفاظ على بيئاتها الطبيعية الفريدة اتجاه يرحب به السياح والمجتمع الدولي على حد سواء، مشيرا إلى أن مستقبل السياحة في المنطقة يسير في اتجاه إيجابي مع توجه واضح نحو التنويع والاستدامة.

وفي سياق متصل قال إن التوقعات المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط برمتها واعدة للغاية خاصة في سياق نمو السياحة في المنطقة، لافتا إلى أن (الأمم المتحدة للسياحة) تتوقع أن تواصل منطقة الشرق الأوسط مسيرة النمو باعتبارها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر ديناميكية وتنوعا.

وقال إن ازدهار السياحة لن يساهم في النمو الاقتصادي فحسب بل سيسهل أيضا ابتكار فرص العمل بمنطقة تتمتع بإمكانات ديموغرافية كبيرة.

ولفت إلى أن اعتماد التكنولوجيا الرقمية المبتكرة سيكون له دور حاسم في مستقبل القطاع بالمنطقة، معتبرا أن توظيف الأدوات الرقمية في الترويج للوجهات وتحسين تجربة الزائر سيكون أمرا ضروريا لتلبية التوقعات المتغيرة للمسافرين.

وفي سياق الاحتفال بيوم السياحة العالمي تحت شعار (السياحة والسلام) أكد بولوليكاشفيلي أن السياحة تمتلك القدرة على أن تكون أداة قوية لتحقيق السلام لاسيما أن تعزيز التبادل الثقافي يساعد على كسر الصور النمطية وبناء الجسور بين المجتمعات مشيرا إلى أن السياحة أصبحت في وقتنا الراهن منصة مثالية لتعزيز السلام والوئام.

كما اعتبر أن السياحة يمكن أن تساهم في السلام الاقتصادي من خلال ابتكار فرص العمل والمشاريع التي تقدم للمجتمعات المحلية بدائل قابلة للتطبيق ما يخلق مستقبلا أكثر اشراقا، مشددا على أن هذا النهج أثبت فعاليته في عدد من دول الشرق الأوسط حيث كان تطوير السياحة بمثابة أداة رئيسية للتنشيط الاقتصادي والتعاون الإقليمي.

وعلى صعيد السياحة الدولية قال بولوليكاشفيلي إن التوقعات للعامين الجاري والمقبل متفائلة للغاية خاصة مع استمرار الدول في التعافي من آثار جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19)، مشيرا إلى أن انتعاش قطاع السياحة كان واضحا منذ عام 2022 بفضل تخفيف قيود السفر وتكيف الصناعة مع الواقع الجديد بعد الجائحة.

وأضاف ان السياحة الدولية استعادت في الفترة بين يناير ويوليو الماضيين 96 في المئة من مستوياتها لعام 2019 أي ما قبل الجائحة مع 790 مليون سائح دولي بنمو قدره 11 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وأربعة بالمئة أقل مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019 ما يسلط الضوء على التعافي شبه الكامل للقطاع من تداعيات الجائحة.

وتوقع استمرار الاتجاه الإيجابي في عام 2025 مع اكتساب السياحة المستدامة والمسؤولة مكانة بارزة بعدما ساهمت الجائحة في تغيير تفضيلات المسافرين الذين يبحثون اليوم عن تجارب أصيلة ومستدامة.

وشدد على أن المنظمة لن تتوانى عن مواصلة تعزيز السلام الدولي والازدهار ودعم الدول والشركات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية لتعزيز السياحة المستدامة والتغلب الكامل على آثار الجائحة ضمن إطار خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها العالمية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي