حلم الإنكليز تبخّر
«كرة القدم لم تعد إلى موطنها»
اعتقد الإنكليز أن حلمهم بـ «عودة كرة القدم إلى موطنها» قد يتحقّق هذه المرّة بعد بلوغ نهائي كأس أوروبا في ألمانيا، لكن، وكما حصل قبل 3 أعوام على أرضهم حين خسروا النهائي أمام إيطاليا بركلات الترجيح، تبخّر كل شيء على يد الإسبان بالخسارة أمامهم 1-2 في برلين.
صحيحٌ أنه لم يسبق لإنكلترا الفوز باللقب القارّي، وأنها وصلت في النسخة الماضية إلى النهائي للمرّة الأولى في تاريخها، ولم تفز بأيّ لقب كبير باستثناء كأس العالم 1966 على أرضها، إلّا أن توقعات جماهيرها دائماً ما تكون كبيرة جداً في أيّ بطولة، فكيف الحال إذا كانت ترى لاعبي الجيل الحالي بين الأفضل في تاريخ «الأسود الثلاثة».
ولم يقدّم الإنكليز الكثير الذي يشفع لهم في «يورو 2024»، لكنهم بلغوا رغم ذلك النهائي، قبل أن يسقطهم الإسبان عن جدارة.
هذه المرّة لم يكن هناك منقذ للإنكليز ومدربهم غاريث ساوثغيت، خلافاً لما حصل في معظم مبارياتهم الأخرى في هذه النهائيات.
وواجه ساوثغيت الكثير من الانتقادات التي رأت أنه لا يستغل بالشكل اللازم تشكيلة النجوم التي يملكها. لكن بعد الفوز على هولندا 2-1 في نصف النهائي بفضل هدف آخر في الرمق الأخير عبر أولي واتكينز، انقلبت الانتقادات وصيحات الاستهجان إلى الإشادة بخيارات المدرب الجريئة في بعض الأحيان.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف سيكون المستقبل، مع ساوثغيت أو من دونه؟ لاسيّما أن عقده يمتد حتى نهاية هذا العام، وبدأ الحديث في وسائل الإعلام عن إمكانية عدم تواجده مع «الأسود الثلاثة» في رحلتهم نحو مونديال 2026.
ويُدرك ساوثغيت تماماً أنها ليست نهاية الطريق بالنسبة للجيل الحالي في ظل وجود عناصر شابة مثل كول بالمر (22 عاماً)، جود بيلينغهام (21)، بوكايو ساكا (22)، فيل فودن (24) أو ديكلان رايس (26).
وعلى الرغم من التطوّر الهائل الذي حقّقه المنتخب تحت إشرافه، لاتزال هناك شكوك حول ما إذا كان ساوثغيت الرجل الأمثل لتولّي مسؤولية هذه المجموعة الغنية بالمواهب.
وبعد النهائي، تحسّر على افتقار فريقه للسيطرة ومعاناته من مشاكل بدنية، لكن عليه أن يتحمّل نصيبه من اللوم نتيجة اعتماده بشكل كبير على مجموعة اللاعبين نفسها طوال البطولة، رغم امتلاكه بدلاء مميزين خارج الملعب.
وأقرّ ساوثغيت: «في نهاية المطاف، خسرنا أمام الفريق الأفضل وعلينا مراجعة كيف حصل ذلك، لكن الأمر واضح جداً في ذهني». وقال إنه سيأخذ بعض الوقت للتفكير في مستقبله.