إسبانيا... «ملكة أوروبا الجميلة»

تصغير
تكبير

- دي لا فوينتي: فرحٌ وفخرٌ واستمتاعٌ باللحظة التي كسبناها

كان من المفترض أن تشكّل كأس أوروبا 2024 مرحلة مرور لإسبانيا في طريق إعادة البناء بعدما غابت عن التتويج منذ 12 عاماً، لكن المدرب لويس دي لا فوينتي نجح بتشكيلة جسدت روحية التجديد فيها لامين يامال ونيكو ويليامس، من غزو القارة العجوز ومنح البلاد لقبها الرابع القياسي بالفوز في النهائي على إنكلترا 2-1 في برلين.

وانفرد «لا روخا» بأكبر عدد من ألقاب البطولة بعد أن فضّ شراكته مع ألمانيا (3)، وأضاف لقباً إلى ألقابه السابقة (1964، 2008 و2012).

وافتتحت إسبانيا التسجيل عبر المتألّق ويليامس (47)، أفضل لاعب في النهائي، قبل أن تُعادل إنكلترا عبر البديل كول بالمر (73)، فيما منح البديل الآخر ميكيل أويارسابال إسبانيا الفوز (86).

وعندما اعتقد كثر أن إسبانيا التي سيطرت على الساحتين القارية والعالمية بين 2008 و2012، توّجت بالمونديال 2010، باتت من الماضي، جاء الجيل الجديد ليُعيد البريق والجمالية إلى «لا روخا»، لكن بمزيد من اللعب المباشر والمواهب الشابة.

لكن الكرة الإسبانية واجهت منذ حينها أزمة ثقة، فغابت عن منصات التتويج خلال 11 عاماً، قبل أن تتصالح مجدّداً مع الانتصارات بفوز المنتخب بدوري الأمم الأوروبية العام الماضي.

ويبدو أنها تعلّمت من دروس الأعوام الأخيرة، وفق ما أظهرت منذ مباراتها الأولى في «يورو 2024» وحتى إحرازها اللقب.

لكن هذه الدروس لا تعني أن المنتخب تخلّى كليّاً عن أسلوب اللعب المعروف بـ «تيكي تاكا» والمستوحى من نادي برشلونة، بل قام بتحديثه.

وعن هذا الأسلوب، كتبت صحيفة «ماركا» الإسبانية: «وداعاً لمباريات الألف تمريرة (في إشارة إلى ارتكاز تيكي تاكا على التمرير القصير)، وأهلاً وسهلاً بكرة القدم المذهلة للامين (يامال) ونيكو (ويليامس) والضغط الذي يحاصر الخصوم».

وبقيادة دي لا فوينتي، الذي كان مجهولاً بعدما قضى سنوات عدّة مع منتخبات الشباب، وجد «لا روخا» لوناً وفضيلة أساسية: التكيّف مع الخصم ونوعية لاعبيه.

وأعاد المنتخب اكتشاف نفسه مع دي لا فوينتي، معتمداً مقاربة دمج العناصر الجديدة تدريجياً ما أعطى وجهاً آخر للفريق وجعله أحد المرشّحين للقب، بقيادة اليافعين يامال (17 عاماً) وويليامس (22).

ومن دون أيّ عقد وحسابات، دخل الجناحان السريعان في الأجواء ومنحا المنتخب مزيداً من العمق والديناميكية لدرجة أنهما فرضا نفسيهما المحور الذي ارتكز عليه رفاقهما باستمرار من أجل إحداث الفارق.

وتسبّب يامال وويليامس بالدوار للمدافعين خلال البطولة التي كان فيها المنتخب الإسباني النقطة المضيئة الوحيدة بين الكبار على صعيد الأداء والامتاع.

وكانت إسبانيا في مستوى مختلف عن المنتخبات الكبرى الأخرى رغم قرعة صعبة شهدت فوزها على كرواتيا، إيطاليا، حاملة اللقب، ألمانيا، المضيفة، فرنسا، وصيفة بطلة العالم، التي كانت من أبرز المنتخبات المرشّحة للقب، وصولاً إلى تخطّي «الأسود الثلاثة».

وبعد التتويج، قال دي لا فوينتي: «كنت واثقاً من أن لاعبي فريقي آمنوا بي. لعام ونصف العام لم يُخطئوا».

وأضاف: «الآن، هناك فرحٌ وفخرٌ واستمتاعٌ باللحظة التي كسبناها. لم يُعطنا أحد أيّ شيء مجاناً».

وتابع: «هذه المجموعة من اللاعبين قادرة على الاستمرار في التطوّر لأنهم لا يتعبون من هذا الأمر، من المنافسة، من محاولة الفوز، من جعلك تفتخر بهم، من اليوم الأوّل».

وبات دي لا فوينتي أوّل مدرب يتوّج بألقاب بطل أوروبا مع منتخبي إسبانيا تحت 19 و21 عاماً، ودوري الأمم و»يورو 2024».

28 مليون يورو للبطل

حصلت إسبانيا بعد التتويج بلقب كأس أوروبا على جائزة مالية بلغت 28.25 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي «يويفا».

في المقابل، نالت إنكلترا، الوصيفة، مبلغ 24.25 مليون يورو.

ويبلغ إجمالي جوائز البطولة نحو 331 مليون يورو، وهو المبلغ نفسه الذي تم تخصيصه لنسخة 2020، ويتم توزيع هذا المبلغ بين المنتخبات الـ24 المشاركة بناءً على نتائجها في البطولة.

السجل الذهبي

4 ألقاب: إسبانيا

3 ألقاب: ألمانيا

لقبان: فرنسا، إيطاليا

لقب واحد: الاتحاد السوفياتي، تشيكوسلوفاكيا، هولندا، الدنمارك، اليونان والبرتغال

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي