قناة إخبارية كويتية

صالح الدويخ
صالح الدويخ
تصغير
تكبير

أعلن وزير الإعلام قبل أيام عن إطلاق قناة إخبارية كويتية متخصصة، وهذا ما كنا نطالب به منذ سنوات. خطوة مستحقة تشكر عليها الوزارة لتكون الذراع الإعلامية لدولة الكويت التي تحتاج هذه القناة في ظروف إقليمية صعبة، ففي الحقب الماضية عانت الكويت من بعض القنوات الموجهة لأسباب لا نريد التوقف عندها بعدما أصبحت ماضياً، ولذلك قوة هذه النوعية من القنوات تكمن في إيصال الرأي المباشر حول أي قضايا عالمية، خصوصاً أن دولة الكويت تعتبر لاعباً أساسياً في حل الكثير من المعضلات التي مر بها الوطن العربي في السنوات السابقة.

ولكي نصل إلى مستوى القنوات العربية أو العالمية الكبيرة والمؤثرة، طرأ في بالي العديد من الأسئلة التي لم أجد لها إجابات واضحة، بعد تحديد انطلاق القناة الإخبارية الذي سيكون في شهر يوليو المقبل، هل لدينا العدد الكافي من المذيعين والمذيعات الذين يغطون نشرات الأخبار والمواجيز؟، وهل لدينا العدد المناسب للمراسلين في دول العالم كافة لنقل الأحداث بدقة من دون الحاجة للاعتماد على وكالات الأنباء الأخرى؟، وهل هناك برامج سياسية تحليلية جاهزة سواء تسجيلية أو مباشرة ستساهم في تغطية الدورة البرامجية للقناة؟، وهل وفرت القناة محللين اقتصاديين على مستوى عال من الخبرة للحديث عن انعكاسات السياسات العالمية على اقتصادات الدول، لا سيما الصناعية والمنتجة للنفط والغاز الطبيعي؟، وهل سنرى في القناة التقنيات والشاشات والبرامج المرافقة لتحليل الحروب وأي حدث يستوجب وجود الذكاء الاصطناعي المستخدم حالياً في غالبية القنوات الكبيرة المتخصصة؟... والسؤال الأهم من كل ما مضى... هل ستكون القناة مستقلة بسقفها في تناول القضايا العالمية؟

في حال توافرت كل هذه العوامل فعلى بركة الله، وإذا لم تتوافر، نتمنى بأن تتأنى الوزارة في إطلاق القناة حتى لا تكون كحال قناة الطفل التي دشنها الوزير الأسبق محمد الجبري ولم تستمر لعدم جاهزيتها، كما أن القناة الإخبارية تحتاج لإدارة خاصة منفصلة ومستقلة عن قطاع الأخبار في الوزارة، وميزانية خاصة، وكوادر احترافية لها بصمة وتجربة في هذا الجانب.

فإذا كان كل ما سبق ذكره محسوب، فإننا أمام تجربة مهمة ونقلة نوعية في الإعلام الكويتي، وغير ذلك ستكون ميزانيات إضافية ستثقل كاهل الحكومة، «واحنا كاهلنا على طريف».

نهاية المطاف: إذا كانت لك ثقة بنفسك، فإنك ستلهمها للآخرين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي