كلمات

الشامتون مجرمون

تصغير
تكبير

ما عدنا نفرّق بين الآلة الإعلامية للكيان الصهيوني التي تستخدم كل الأسلحة لشيطنة وتجريم وتشبيح أي مقاومة مسلحة في غزة أو الأراضي المحتلة وبين الآلة الإعلامية الموازية لها من أدوات الصهاينة المأجورين الذين يتفوّقون إخلاصاً للكيان الصهيوني أكثر من الإعلام الصهيوني نفسه.

ففي الوقت الذي تقف المقاومة في غزة والضفة بقدراتها المتواضعة وتنظيماتها التقليدية أمام طغيان وجبروت عسكري لا يرحم ولا يعترف بأي سياسة أخلاقية في الحروب ولا يأبه بأي تهديدات دولية عبر المنظمات الدولية ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، وأمام هذا كله نرى مواقف مخجلة وردة أخلاقية وشرعية لسياسيين وإعلاميين وناشطين عبر مواقع التواصل تشرعن كل طغيان صهيوني ضد الشعب الفلسطيني المحتل، بل وانضمت لهم أيضاً أبواق تبرّر للمحتل إجرامه.

وصل بالشامتين بمقاومة المحتلين الصهاينة أنهم يعتبرون المحتل قوة متغلبة يجب على أهل الأرض الفلسطينيين السمع والطاعة لهم والخروج عليهم ومقاومتهم هو خروج على ولي الأمر، بل ويعبثون في التفسير والتكييف لشرعنة الاحتلال، وفي المقابل مَنْ يقاوم هذا المحتل إرهابي خارجي يجب التعامل معه شرعاً بالقتل.

ومن المفارقات المبكية المضحكة أن منصات الكيان الصهيوني الإعلامية في كل مواقعها تستشهد بتوجيهات بعض هؤلاء، بل وتحتفل هذه المنصات بمثل هذه الشخصيات باستضافتهم والاستئناس بكلامهم لتبرير ما تفعله آلة الإجرام الصهيونية.

والأوقح من هذا كله أن هذه الأبواق المتصهينة فاقت صهينتها حتى صهاينة الاحتلال، فلو كانت هناك قيادات سياسية للكيان المحتل تقبل بفكرة التوصل لهدنة دائمة واتفاقيات لوقف دائم للحرب فإن بعض تلك الأبواق المخذلة في البلاد الإسلامية والعربية تدفع برفض أي هدنة أو وقف إطلاق للنار دائم حتى يتم الإجهاز على آخر المقاومين للاحتلال.

الشماتة والشيطنة هي أبشع صور الخذلان وأكثرها نفاقاً وخيانة، بل وعلى الدول التي تجرّم التطبيع بكل أشكاله في دساتيرها أن تعتبر هذه الأبواق مجرمي حرب كحال أي رموز صهيونية الواجب محاكمتهم وتجريم تعاطفهم الذي لا يختلف عن مجرمي الإبادة الجماعية في الكيان المحتل.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي