الإعلامية القديرة ما زالت تنبض بالقوة

سلوى حسين تفتح دفاتر الذكريات لـ«الراي»: هذا ما فعلناه في الإذاعة السرية أثناء الغزو




سلوى حسين		 (تصوير نايف العقلة)
سلوى حسين (تصوير نايف العقلة)
تصغير
تكبير

- مدرّستي للغة العربية كانت تابعة للجبهة الشعبية واستشعرت بي روح المغامرة وحب القراءة
- الكتب التي كنت أقرأها مبنيّة على الشيوعية والاشتراكية
- كنتُ الـ «Big Boss» بين زميلاتي... في مرحلة الطفولة
- نشأت في منطقة شرق... وترعرعت بين حولي والسالمية
- كنت أتلذذ بهوايتي الرهيبة... وهي النوم فوق السطح
- في الإذاعة السرية كانت أعين شباب المقاومة علينا... كانوا يضعون أطفالاً يلعبون في الخارج لينبهونا إذا أتى الجيش العراقي قربنا
- أنا قوية... أفرض احترامي ولن أسمح لأحد بالتجاوز

اتسمت الإعلامية القديرة سلوى حسين بالقوة والجرأة منذ طفولتها، ويمكن القول إنها كانت قيادية منذ الصغر، ويتجلى ذلك حين أطلقت على نفسها لقب «زعيمة عصابة» والـ «Big Boss» على زميلاتها و«شيطانة»، وتطرقت، في حوارها مع «الراي»، إلى مرحلة وصولها إلى التدرّب على السلاح في المرحلة الدراسية المتوسطة.

حسين، التي ما زالت تنبض بالقوة، استعادت شريط ذكرياتها، فاتحة صفحات من الماضي مليئة بالأحداث والحكايات. فتناولت مرحلة نشأتها في منطقة شرق، وترعرعها ما بين السالمية وحولي، مروراً بدراستها وكيف استشعرت معلّمتها فيها روح المغامرة وحب القراءة، فاحتضنتها وأسستها للسعي في دعم القضية الفلسطينية عبر جمع التبرعات لصالحها، ومن ثم انضمامها إلى أبطال الإذاعة السرية أثناء الغزو العراقي على دولة الكويت، وصولاً إلى عملها الذي أحبته جداً وأبدعت فيه.

• لنعُد معاً سنوات إلى الوراء ونتحدث عن قصة تجنيد سلوى حسين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسر الكتب الشيوعية التي كانت تقرأها من خلال معلّمتها؟

- كان ذلك في المرحلة المتوسطة من التعليم، وبطبعي جريئة، وكانت مدرّستي للغة العربية قد استشعرت بي حينها روح المغامرة وأحست بقراءتي النهمة، وهي كانت تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. فهي من أسستني لذلك، وطبعاً الكتب التي كنت أقرأها مبنيّة على الشيوعية والاشتراكية. حتى إنني وصلت إلى مرحلة التدريب على السلاح وكنت أجمع التبرعات لصالح فلسطين.

• كيف كانت طفولة سلوى حسين؟

- كنت «زعيمة عصابة» وأنا الـ «Big Boss» على زميلاتي. نشأت في منطقة شرق، وتلك المرحلة لا أتذكر الكثير منها، ولكني ترعرعت ما بين السالمية وحولي، إلا أن غالبية طفولتي في السالمية، وكنت في روضة السالمية. كما كنت أعزف الاكسيليفون في صغري، وأهوى الموسيقى وحبّبت أولادي بها وبالعزف، وحتى الآن أتذكر حفلات الموسيقى.

كما أتذكر أنني تعرّضتُ للعض من قِبل كلب في السالمية، وكان خلف بيت جارتنا، وكانت العضة مؤلمة.

كنت «شيطانة»، وكان عندي تيس صغير، «عندما كبر شوي كان ينطح فذبحوه وطبخوه» من دون أن أعلم وأجهشت بالبكاء عليه.

• بما أننا نزورك في بيت الرميثية، هل هذا هو البيت الذي حدثت فيه الحكاية المرعبة أو غيره؟ «وشنو سالفة سطح بيت الرميثية»؟

- (تضحك) «لا مو هذا البيت»، ذاك البيت في قطعة 6، وهو البيت الذي تربيت فيه، كان عمري 9 سنوات وأنا متفردة بأمر أنني أنام دائماً لوحدي، وحتى حين كنت صغيرة كنت أنام لوحدي، وكذلك الأمر عند جدتي. كنت أتلذذ بهوايتي الرهيبة، وهي أنني أنام فوق السطح. «كان عندي سرير حديد وفرشة أصفطها وأحطها فوقه، وبالليل أفرشها فوق السطح، وطبعاً أمي كانت تخيط وكان عندها ماكينة خياطة، وبالليل الكل نايم تحت وأنا فوق بروحي أسمع الماكينة تصدر صوتاً وكأن في أحد يخيط، وفعلياً ما في أحد يخيط، الماكينة تشتغل بروحها، وطبعاً ناهيك عن الأصوات في الحمام (تكرمين ويكرم الجميع) صوت ماي ولكن الصدمة أن في حين أن الكل نايم أسمع صوت يقوللي (مبروك الأولى) وبالفعل ثاني يوم رحت المدرسة وبشروني بأني الأولى. مرة واحدة أرعبتني مثل هذه الأمور لدرجة انني تشنجت لوهلة بالمستشفى، حينها كنت في وقت ولادتي لابنتي أسرار الله يحفظها دخلت عليّ وحده ترتدي مريول الفراشات وكانت ذات هيئة مرعبة تدخل وتخرج»، لكنها رحلت وأتت الممرضات وجئن بآية الكرسي ووضعنها تحت رأسي.

• لننتقل إلى انضمامكِ لتكوني أحد أبطال الإذاعة السرية أثناء الغزو العراقي على دولة الكويت. حينها جازفتِ بحياتك فداء للوطن، وكان الرفاق والصحبة الصالحة ملازمين لك في حب الوطن. حدثينا عن تلك المرحلة وما المواقف البطولية من أشخاص لهم بصمة وتلك التي خففت عليكم أثناء تلك المرحلة الصعبة على قاعدة «شر البلية ما يضحك»؟

- بالفعل هناك مواقف نقدر نقول عنها «قراده» بالكويتي. كنا نتنقل من بيت إلى بيت ومن مكان إلى آخر، طبعاً مع من اسميه «القيادة كله» رحمة الله عليه منصور المنصور، حبيب قلبي «بوعبدالله» في المراحل الأولى، وهي أول يوم في الغزو، وكان معنا أيضاً حبيب قلبي عبدالعزيز المنصور ألف رحمة ونور عليه، وازور وجوزيف ويوسف مصطفى و«بوشملان» الإعلامي علي حسن وحميد خاجة.

كنا في استوديو، كما انضم إلينا بعض الشباب.

طبعاً حينها انقطع الإرسال، وحاولنا أن نبحث عن طريقة نبث فيها ومعنا فاضل معرفي وخالد الحداد، لكن حينما استقررنا وكنا نبث في اللاسلكي، كنا في بيت الشيخ محمد اليوسف الصباح (بوسعود) في منطقة سلوى وكنت أضع الأجهزة في غرفته. حينها لم يكن موجوداً، ولكن ما قصّر «بوسعود» ووفر لنا كل شيء، وطبعاً كانت أعين شباب المقاومة علينا ويتابعون الوضع، إذ كانوا يضعون أطفالاً يلعبون في الخارج لينبهونا إذا أتى الجيش العراقي قربنا.

من المواقف المضحكة، يذكر علي حميد خاجه شلون لما رحنا طريج بوحدريه لكي نبث من هناك كان يصعد ويتعلق لتركيب أدوات البث، والآن عندما نتكلم بالموضوع ذاته ونستعيد الذكريات نضحك على ما مررنا به رغم قسوته.

• صرحتِ من قبل من خلال أحد اللقاءات بأنك مسحتِ غالبية الأرقام المحفوظة في هاتفك داخل وزارة الإعلام، ما السبب؟

- قبل ثلاث سنوات تقريباً، إحدى الأخوات الزميلات عندما كنت أنا مديرة، كانت تتأمل وأرسلت لي واسطات. مرّت بظروف وكنا نداوم أنا وزميلة أخرى بدلاً عنها، وقدّرنا ظروفها التي حالت دون عملها. كنا نحمل على عاتقنا أن نساعد في سد مكانها، إلى أن تغيرت الإدارة، وأنا ما بعد التقاعد كنت أعمل وهي كانت «تناشبني» على الدوام... تحوّلَت كلياً، وصبري كان طويلاً جداً وأتحمل، لأنني ملتزمة وأحب عملي. وحتى في أوقات «كورونا» كنت أداوم. وبعدها، أتوا بشخص معي، وبعد الضغوطات بلغتهم بأنني سوف أقدم استقالتي لأنني أساساً على بند المكافأة، كوني متقاعدة، فكان ردهم «ما تشوفين شر».

كرامتي فوق كل اعتبار، إذ تغيّرت الأنفس بعدما خرجت من منصبي، وتحوّل البعض. وحتى في وقت تركي للوزارة سنتين وشهرين، لم يتصل أو يسال عني إلا زميلتي رحاب سعيد الله يذكرها بالخير من وقت إلى آخر، وبعدها للأسف أيقنت أنني يجب أن أمحو الأرقام.

• هل واجهت الإعلامية سلوى حسين محاربات في مشوارها؟

- أنا قوية، ولن أسمح لأحد بالتجاوز، ولي سياسة خاصة بالتعامل مع كل شخص وأفرض احترامي، وإن لم تعجبني أي طريقة، لا أتعامل معها بضعف، بل بقوة وباحترام. لا أسمح بالتجاوزات، وآخذ حقي. ومن يستخف دمه أوقفه عند حده بطريقتي الخاصة. في النهاية، ليس لي مواجهات أو محاربات مع الرجال، كانت لدي مواجهات ومناكشات مع الجنس الأنثوي داخل الوزارة.

• لو قُدّم لك عرض فكرة عمل مسلسل أو فيلم، ما هي الفكرة التي سوف تقدمين على تنفيذها، وهل هناك شخصية ما ممكن أن تعرضي قصتها؟

- منذ فترة وأنا أتمنى وأفكر بأن أكتب سيناريو لمسلسل كويتي خليجي ساحلي، أتناول فيه شخصية إحدى قريباتي رحمة الله عليها. أحب أن آخذ روايتها وقصة حياتها، ولكن لا يتوافر لديّ جميع المعلومات، وأنا في صدد البحث عن أدق التفاصيل. تلك الإنسانة كانت حياتها صعبة، وهي كانت تحب شخصاً، ولكن أخاها كان جباراً، فمنعها. وبعد تعب وعناء ومحاولات، تمكنت من الزواج منه، فهو حب عمرها، وهو كان بحاراً في الكويت القديمة وله صولات وجولات في البحار.

بعد زواجها منه، ذهب في رحلة بحرية وتوفي خلالها. حينها كانت حاملاً بولد، وهو وحيدها، ولم نكن بالعائلة الغنية، إذ كنا على قد حالنا. فعملت وكدّت وتعبت لأجل ابنها الوحيد، وضحت بالكثير إلى أن بعثت ابنها خارج الكويت ليبتعث إلى إحدى الدول وعاد إليها وهو حامل الشهادة الكبرى وأصبح مهندساً.

«تناقض في الشخصية»

لفتت سلوى حسين إلى أن لديها تناقضاً في شخصيتها، «إذ أحياناً أكون في منتهى القوة والحزم، وفي أحيان أخرى في منتهى الحنية والضعف».

دلال محمد... مستقبل رائع

أشارت الإعلامية سلوى حسين إلى أن المذيعة دلال محمد تلفت انتباهها من المذيعين والمذيعات اليوم، معتبرة أنها «تملك حساً قوياً ومخارج حروف واضحة ودقيقة، ولها مستقبل رائع».

وأضافت «لكن عندي ملاحظة واحدة، وهي أصلاً تدخل ضمن ميزاتها، وهي الحدة في استخدام اللغة العربية الفصحى، إذ إنها شديدة قليلاً، وذلك لأنها تفقه باللغة العربية الصحيحة وملمة فيها على مستوى عال».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي