آخر الأسبوع

تصغير
تكبير

موسم السرايات في الكويت عادةً ما يبدأ من مارس إلى نهاية أبريل، ويمكن أن يستمر بعض الأحيان إلى أواخر أو منتصف مايو حسب تقلبات المناخ في المنطقة.

حذّرنا هذه السنة كثير من خبراء الأرصاد الجوية من منخفضات جوية قد تصل إلى البلاد مصحوبة بعواصف رعدية وأمطار غزيرة، لكن الله سلّم والحمد لله ولم يصلنا غير النذر البسيط، أما إخواننا في دول مجلس التعاون، فالكل يعلم ما حصل والحمد لله على كل حال.

خلال فترة السرايات والعواصف والتقلبات المناخية، كان هناك في الكويت سرايات سياسية وعواصف خطابية وتهديد ووعيد أثناء فترة الاستعداد للانتخابات لمجلس 2024 (المنحل)، الشعب الكويتي كان على موعد مع من أرعد ومن أبرق سياسياً كل تجمع تسمع منه ما يدعو إلى الخوف مما سيكون عليه شكل هذا المجلس، الكل متخوّف من أن يزيد طغيان هذا المجلس وتسيّده على المشهد السياسي. الكل متخوّف على مستقبل الحياة الدستورية في الكويت، هرج ومرج وفرد عضلات حتى على من يطبق القانون، إلى أن وصلوا في طغيانهم وتماديهم إلى التدخل في صميم اختصاصات الأمير والتدخل في اختيار سموه لولي عهده، وإلى التدخل في اختيار الوزراء وإقصاء البعض والتهديد بالاستجوابات قبل دخولهم المجلس وقبل تشكيل الحكومة. تطاولوا على صلاحيات المقام السامي، تطاولوا على سلطة القضاء، تطاولوا على سلطة وصلاحية السلطة التنفيذية، كل الشعب الكويتي متخوّف من هذه السراية السياسية العبثية غير الطبيعية وما ستحدثه من آثار على الحياة السياسية في الكويت وكيان الدولة، لكن الله سلّم واستجاب لدعاء أهل الكويت المخلصين بأن سخّر لنا سمو الأمير النوخذة بحكمته المعهودة وقاد السفينة إلى بر الأمان والحمد لله على كل الأحوال.

الخطوات التي اتخذها النوخذة الكبير كانت مستحقة وضرورية، فالحمد لله الذي أخذ بيد سمو الأمير،حفظه الله، لهذا الأمر وأنقذ الكويت وشعبها من كارثة لا يعلم غير الله ما نتائجها.

وهنا جاء دور الشعب الكويتي الأصيل في دعم خطوات سمو الأمير ومساندته في الوصول إلى أفضل الحلول لحماية مسيرتنا الديموقراطية لما فيه رفعة البلاد وكرامة العباد، والبدء في بناء وطن ظل أكثر من 20 سنة تحت رحمة الصراعات بين السلطتين وطغيان السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية وضعفها، ما انعكس على الأداء العام للدولة.

نحمد الله على ما نحن فيه ونحمده على نعمة وحكمة سمو أميرنا.

اليديدة

نهنئ الحكومة الجديدة برئاسة سمو الشيخ أحمد العبدالله الصباح، متمنّين لها كل التوفيق والنجاح لما فيه خير دولتنا الحبيبة والشعب الكويتي الحبيب.

بعد المجاملة، نقول للحكومة الجديدة، لا عُذر لكم بعد اليوم، فليس هناك إرهاب سياسي أو تهديد أو وعيد وابتزاز من تكتلات وتجمعات برلمانية أو أعضاء مجلس الأمة، انتهى ذلك العصر بفضل حِكمة سمو أمير البلاد، حفظه الله، وهذا لا يعني أنكم من دون أي مراقبة ومتابعة، لا هنا سمو الأمير وشعبه، كنتم بالأمس تُراقَبون من قِبل خمسين عضواً في مجلس الأمة، اليوم من سمو الأمير، حفظه الله، وشعبه بأكمله يقف وراء سموه لمراقبتكم ومتابعتكم، اجتهدوا وأنجزوا الخطط والبرامج المرسومة وخذوا بيد الكويت لمصاف الدول التي سبقتنا، فنحن دائماً في المقدمة ولم نعرف غير المقدمة مكاناً لنا.

مازال الوقت في يدنا كي نعيدها أفضل مما كانت عليه، فمطالب الدولة والشعب معروفة منذ زمن طويل، لكن للأسف المماطلة وتسلّط سلطة على الأخرى جعلنا في دوامة نلف حول أنفسنا إلى اليوم.

لدينا ضعف في مخرجات التعليم ولدينا ضعف في الخدمات الطبية وضعف إداري لفساد التعيينات، مثلث التنمية الأساسي للدول يرتكز على ثلاثة عناصر كما شاهدنا في كثير من الدول التي تم إعادة تأهيلها لتكون من الدول المتقدمة.

- تعليم مميّز = مخرجات عالية الكفاءة.

- خدمات صحية مميّزة = إنسان ذو قوة بدنية وعقلية سليمة.

- الرجل المناسب في المكان المناسب = إدارة وإنجاز وإبداع.

العناصر الثلاثة السابقة هي أساس لبناء الدول بشكل صحيح كما حدث في ماليزيا وغيرها من الدول، وبعدها سنكون قادرين على حل مشاكلنا الأخرى.

فالصحة مثلاً، هناك علامات استفهام لماذا لدينا إلى اليوم بند العلاج بالخارج يتضخّم كل سنة مع أن كثيراً من المستشفيات العالمية لديه الاستعداد لأن يفتح فروعاً له في الكويت؟ من عطل هذا الأمر ولماذا؟

الأدوية ومصانع الأدوية ومختبراتها تدفع ضرائب كبيرة في دولها أو الدول الموجودة فيها، لماذا لا نمنحها تسهيلات وإعفاءات تُرغّبها بأن تُفتح في الكويت؟ من يعرقل ذلك ولماذا؟

التعليم أيضاً، لماذا وكيل لكل جامعة في العالم كي تفتح في الكويت؟ هل يعقل أن أطلب من جامعة هارفارد مثلاً وكيلاً ليكفل العلماء والدكاترة هنا؟ من يعرقل ذلك؟ لماذا لا نعطي تسهيلات لهذه الجامعات العريقة؟ وكذلك دراسة المناهج الدراسية (التعليم العام) وربطها بسوق العمل، كلها أمور نعرفها ونعرف الخلل، لكن علينا التحرك والبدء بقوة وإيمان.

لو يسأل أي عضو في الحكومة وبشكل عشوائي أي مواطن يصادفه في الطريق ماذا تريد سيكون الجواب سكن لأبنائي، تعليم، صحة، وظيفة، حياة كريمة، أحلام بسيطة لكن كي نحققها نحتاج إلى رجال دولة تعيد بناء الكويت اليديدة.

وعلى الخير نلتقي،،،

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي