وجع الحروف

صناعة الشهرة والسّفاهة!

تصغير
تكبير

تقول الدكتورة ريم الشمري، الكويتية الفائزة بجائزة «سيدة الأمن السيبراني للوطن العربي:«لقد حصلت على الدكتوراه من جامعة هارفارد بعباءتي ونقابي»... ويظل تقدير هذا الإنجاز مناطاً بأصحاب القرار لدينا.

الشاهد من هذا الخبر أن إنجازات الغرب التي يمجد لها البعض من أحبتنا يقابلها موت أخلاقي ينخر في نسيج المجتمع الغربي، وقد شاهدنا وضع المرأة وتحررها «الانسلاخ من القيم الصالحة» لديهم، وفي المقابل نجد إن الإسلام قد أعز المرأة عبر قيم إسلامية حددت مفهوم الأخلاق والعمل.

الحجاب أو النقاب لم ولن يكن في يوم من الأيام عائقاً أمام المرأة ولدينا شواهد كثيرة.

إن كان البعض يمجد ديموقراطية الغرب... أليست الديموقراطية تقول «أنا أختار وأنت تتقبل اختياري»!

لو أسقطنا هذا النموذج على بقية الممارسات لخرجنا بتحليل واحد وهو«أننا أمام فريق قد انسلخ من القيم التي حث عليها ديننا الحنيف وبات يبحث عن (عبادة المال والشهرة والمناصب) وهذا لن يحقق مفهوم الرأسمال البشري».

خذ عندك... سرّاق مال عام، نصب واحتيال، تزوير، تشويه للسمعة، قتل للكفاءات، الترويج للسفاهة والباحثين عن صناعة الشهرة «بشيمة أو قيمة».

هذه النماذج هي أساس تراجعنا وتدني مستوى الأداء لدينا مؤسساتياً وإجتماعياً وإعلامياً وسياسياً.

وحتى على مستوى الممارسة الديموقراطية أصبحنا أمام مجاميع يمثلها أفراد أياً كانت صفتهم، وكل يبحث عن الوصول لتحقيق غاياته، والمجتمع هو من يتحمّل نتائج ممارسات هؤلاء ومن يتبعهم، وتجد كل متحدث بحرقة عن الأوضاع ينعت بأقبح الأوصاف.

لقد أكرمنا الله بدين عظيم وقيم ومنظومة أخلاقية تدعو إلى اختيار الصالح المصلح... فلا اللباس كان عائقاً أمام بناتنا وشبابنا ما دام محتشماً ولا أي مرجعية «قبيلة، كتلة، حزب، فئة» تقلل من همة ودوافع الفرد الصّالح المُصلِح.

الأخيار كُثر لدينا ومن هم على شاكلة الدكتورة ريم الشمري، موجودون بيننا إلا أننا ابتلينا بمجاميع تتصارع في ما بينها وتقصي كلّ ذي فكر نيّر ولديه العلم والمعرفة وحسن السلوك والقيم مع التسلّح بخبرة طيبة.

متى ما تجردنا من مقلدي الغرب «غربي الهوى» من أبناء جلدتنا و«مساحي الجوخ» والباحثين عن الشهرة ومروجي السفاهة والإشاعات وتسلّحنا بكل فرد يحمل نهجاً إصلاحياً أظننا سنصل إلى التنمية ونحقق مفهوم الرأسمال البشري.

الزبدة:

إن صناعة الشهرة والسفاهة تشكّل خطراً على المجتمع.

وإن اتباع أطراف الصراع ومن يواليهم ويدعمهم خطر على الديموقراطية وجودة الأداء المؤسسي ولا يحقق التنمية المنشودة.

وإن مكافحة الفساد لا بد منها، كما تم في ماليزيا وسنغافورة وغيرها من البلدان التي حققت إنجازات كبيرة في مكافحة الفساد وتحقيق التنمية.

أتمنّى أن أجد «ريتز الكويت» قد احتضن كل الفاسدين وأتباعهم... ولا يُستثنى أحد!

وأتمنى أن يتم تغيير المشهد وطريقة اختيار القياديين والمستشارين تفعيلاً لقواعد الرأسمال البشري الموصّلة إلى التنمية الفعلية...

الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي