No Script

المعشني و«القوماني»... ودول السوبر ماركت الخليجية!

تصغير
تكبير

العرب وأهل البادية قديماً لديهم صفة مُعبرة يصفون بها من يكون من جنسهم ومن أهلهم، لكنه هو ضدهم ويسعى لتشويه سمعتهم، لهذا يطلقون عليه لقب «القوماني» بمعنى عدو لهم، ولهذا يقال جاء «القوم» يعني جاء العدو.

وأنا فعلياً أشعر بأسف شديد من شخصية خليجية اسمه علي المعشني، يظهر لي في موقع الانستغرام، حيث دأب المُتكلم المعشني عبر قناته أو بودكاست على تشويه الخليج وأهله وقياداته من دون سبب، ويتابعه الكثير من العرب ويطربون لما يطرحه، ويطلقون عليه «مُفكر»، لكن ما يقدمه من نقد أبعد عن منهج التفكير الواقعي، ولا أعرف لماذا لا يوجه النقد البنّاء لأهل الخليج ويكون نقداً مقبولاً.

وهنا بعض المقاطع في حديثه الأخير وكان بالصوت والصورة، يقول المُتكلم علي المعشني، وهو من عُمان، وهو يصف دول الخليج بأنها الدول السوبرماركتية و«شايفين نفسهم» بمعنى مغرورين، وكلامه بين قوسين كالتالي: (ودول الخليج شايفين نفسهم شيفة، احنا حلفاء واحنا واحنا... انتم دول سوبر ماركت، افهم انتم دول سوبر ماركت، لا عندكم قرار سيادي!، لا يغرك العلم والنشيد الوطني والعملة أننا دولة، وانتم حتى ما عندكم أيضاً شي اسمه اقتصاد، انتم عندكم قوة مالية، القوة المالية يا حبيبي غير، والاقتصاد شيء ثاني، أنتم ما تنتجون النفط أنتم تستخرجون النفط، يا أخي بير وتشفط منه، غيرك اللي ينتج النفط بعدين، وقس عليه ما تشاء، يا أخي صحصح، السنوات تمر والفرص والحظ لا يدق بابك مرتين، وأنت ورقة لا تعني شيئاً للأمريكان).

صراحة كلام غريب، دول بملوك وسلاطين وشيوخ، فهل كلامه يعني أن حكام دولنا ليس عندهم أي سيادة في قراراتهم؟، ان كان هذا ما يعنيه فهو هراء، دول لها مكانتها بالأمم المتحدة ومقاعدها وبكلام سطحي أصبحوا تابعين للأميركان، هذا كلام مردود عليه، نعم دولنا لها علاقات وتحالفات مع دول كبرى مثل أميركا وغيرها وهذا طبيعي، والقول الحكيم يقول (كن مع القوي حتى تكون قوياً).

ولنعترف أن التحالف مع أميركا ليس بنقيصة، فالدول الأوروبية بمقدراتها الاقتصادية والعلمية وبتاريخها وملوكها متحالفة مع هذه الدولة الكبرى، وبكل بقعة بها هناك قواعد أميركية، إذاً ليس بعيب أن نتحالف مع ذلك الكيان لمصالحنا وأمن شعوبنا، وانظر إلى الاستقرار والرفاه والتقدم الذي تعيشه منطقة الخليج من مسقط إلى الكويت من استقرار وأمن مُقارنة ما تعيشه دول وشعوب عربية مثل لبنان وسورية واليمن وغزة وغيرها والوضع لا يحتاج لشرح!

أمر آخر، هذا مال البترول الذي تبيع دولنا لم يُرم في البحر، إنما عمّر الصحارى وعلّم الناس، وأصبحت مدن الخليج توازي مدن دول حضارية، والدليل على ذلك، انظر دول عربية لديها كل مقومات الحياة الثقافية والاقتصادية وأين حالها اليوم، انظر للبنان وسورية والعراق والسودان وليبيا ودخولها في حروب ونزاعات، وبالتالي تدهور وضع شعوبهم ومحاولة الهروب لأوروبا وغيرها في قوارب مُتهالكة.

غلوب باشا الإنكليزي ( 1897 – 1986 )، الذي عاش في العراق والأردن حتى الخمسينات قال في مذكراته بما معناه: (أهل الجزيرة العربية ويعني أهل الخليج والجزيرة، هم بدو بمعنى غير مُتعلّمين وبسطاء، لكن لديهم بُعد نظر لا يثورون بسرعة وينقلبون على حكامهم، بينما أهل العراق والشام أكثر عِلماً وثقافة، لكن لا يتمتعون ببعد النظر ويثورون بسرعة)، ولننظر ماذا فعلت ثوراتهم بشعوبهم.

يقول المُعشني «صحصحوا»، ماذا يعني هل نتخلى عن اتفاقيات تحفظ أمن دولنا وشعوبنا ونصبح مكشوفين، هذا كلام مردود عليه، لهذا يفترض يا أستاذ أن «تصحصح» أنت، وننتظر منك نقداً بناءً ليس فيه إساءة لشعوب وحُكام الخليج الذين أظهرهم كلامك وكأنهم بلا سيادة... فقط لتكسب أكثر عدد من المُتابعين والمُشتركين في قناتك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي