من الأطلسي

غزة في محطة القطار...

تصغير
تكبير

في سفر من مراكش إلى الدار البيضاء للقاء صديق عزيز جاء من الكويت في إجازة خاصة، وفي محطة القطار بمراكش (مبناها أجمل من مبنى مطار الكويت الحالي)، ساقتني قدمي إلى مقهى تم الاتفاق على مقاطعته عربياً، وجدت به عدداً من الزبائن شعرت بغضب خفي، وعندما دخلت إليه وجدتهم جميعاً ليسوا عرباً ولا مسلمين مجرد سياح أجانب، خرجت فرحاً وكأن فلسطين قد تحررت.

وبعدها بقليل بدأت أفكر وبأسى، هل هذا هو آخر ما نستطيع أن نقدمه كعرب لقضيتنا المركزية؟!

ان يصل بك الحال أن تفرح لمجرد أن المقهى لايوجد به عرب ولا مسلمين تلك والله هي الخيبة بذاتها، لا شيء أفرحنا هذه الأيام سوى ذهاب اثنى عشر طبيباً جراحاً كويتياً إلى غزة لتضميد جراح ذلك الشعب الصامد الصابر الشقيق البطل.

تحية وألف تحية لكل مسلم أو عربي أو (أي إنسان مهما كانت ديانته) ذهب إلى غزة مسانداً أو مساعداً أو مغيثاً.

ان كان هناك من فائدة في الحرب على غزة فهي توحيد الشعوب العربية والإسلامية في الغضب المشتعل وان كان كامناً في النفوس ضد الكيان الصهيوني، بل امتد هذا الغضب إلى شعوب الأرض كافة وسقطت الصهيونية في شر أعمالها.

في طريق العودة في ذلك اليوم من الدار البيضاء وفي (كابينة) بالقطار جلست ومعي عدد من الأشقاء المغاربة وكان حديثهم في ما بينهم عن غزة، قضية فلسطين والحرب على غزة وحّدت الجميع في مواجهة هذه الحرب النجسة ضد الأطفال والنساء والأبرياء العزل.

القضية تعمقت في النفوس لدرجة تجاوزت وجدانياً مسألة مقاطعة مقهى أو مطعم له علاقة بالصهاينة، أصبح الناس كل يرى مأساة غزة هي قضيته الشخصية، اللهم نسألك وأنت القوي العزيز العدل الرحمن الرحيم، أن ترينا في الظالمين عجائب قدرتك وعدلك وأنت نعم المولى ونعم النصير... دمتم بخير.

jaberalhajri8@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي