No Script

على الهواء

نشيد الرّين الألماني

تصغير
تكبير

وضع هذا النشيد «بيكر»: ومما قاله: لن ينالوا الرين، ذلك النهر الحرّ، لن ينالوه ما دام يترقرق ساكناً في ثوبه الأخضر...

لمّا بلغت هذه الأنشودة العظيمة مسامع ملك بروسيا... فطلب أمير بروسيا من الشاعر أن يقبل ألف (تالر) وهي عملة ألمانية قديمة أو معاشاً ثابتاً أو منصباً، فآثر راتباً شهرياً وقدم إليه صاحب أحد المصانع الكبيرة طاقماً للمائدة من سبع قطع من الصيني نقش على كل قطعة مقطعاً من النشيد بحروف من الذهب، وبعث إليه أمير (بڤاريا) كأساً من الفضة الخالصة... وطلب منه أمير بروسيا الذي أصبح إمبراطور غليوم في ما بعد، أن ينظم له نشيداً كنشيد الرين فكتب يقول:

نشيد بيكر الثاني... يا مدينة (ستراسبورغ) يا مفتاح الطريق إلى فرنسا وبوغونيا، لن يهنأ للألمان عيش ما دام الفرنسيون في ربوعك، لابد أن يعود الرين من منبعه إلى مصبّه فانشروا الرايات.

وجاء عام 1841 وفرنسا تجهل قصة نشيد بيكر الذي اهتزت بروسيا له، فقد كانت فرنسا تعيش فترة هدوء بعيدة عن كل من يذكرها بالحرب وويلاتها كما أن الملك لويس فيليب، كان لا يرى من الحكمة أن يجازف بتاجه...

وفي 16 مايو سنة 1841 وقع نشيد بيكر بطريق الصدفة في يد لامرتين شاعر فرنسا الأكبر... فنشر لامرتين رده على نشيد بيكر في مجلة العالمين تحت عنوان: مرسيليز السلام قال فيه، رد لامرتين على بيكر، يا نهر الرين، «يا نيل الغرب» يا كأسا تستقي منها الأمم... سر حُرا متكبراً في مجراك بين عرض شاطئيك واحمل في طياتك مطامع الشعوب الساكنة المرتوية من مائك الزلال...

هكذا شبه الراين بنهر النيل العظيم.

لن يعكر بعد اليوم... دم الفرنسي الأحمر ودم الجرماني الأزرق مياهك البلورية البيضاء.

إن البارود لن يقوض بعد اليوم الجسور الممتدة فوقك بين الشعبين كاليد الممتدة، لماذا تنازع الجبل والسهل، وخيمتنا في هذه الدنيا خفيفة تذهب بها نسمة هواء... أين عين تقدر أن تستنزف أشعة الشمس.. لماذا نتبادل البغضاء... لماذا نضع بين الشعوب تلك الحدود الفواصل التي ينكرها الإله العلي... فهل نرى في السماء للحدود من اثر.

الأمم كلمة ترن في الأسماع، ولكن معناها مرادف للتوحش... مزقوا الرايات فإن هناك صوتاً يهيب بكم.

سر في طريقك أيها النهر ولا تبال إذا كان الذين تحملهم أو ترويهم من شاطئك الغربي أو من شاطئك الشرقي... كلمات النشيد طويلة تزيد على 300 كلمة وهكذا...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي