No Script

أعظم متحف نحتته الطبيعة في تعاقب الحقب والحضارات

العُلا... هبة التاريخ !

تصغير
تكبير

في تمازج خلاق بين الرؤية المعاصرة وما نحتته إبداعات الطبيعة، تقف العلا ساطعة كأعظم تحف خلفها التاريخ عبر حقبه وحضاراته المتعاقبة.

وإذ يتسارع التاريخ بوتائر غير مسبوقة في المملكة العربية السعودية، وبقفزات تطويرية نحو العالمية على جميع الأصعدة، غدت المملكة مضرباً للأمثال «شوفو السعودية وين صارت». ذلك لأن «همة السعوديين مثل جبل طويق»، وهو المثل الملهم الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان، فكان خارطة طريق لكل أهل المملكة، الذي تنادوا للسير نحو العالمية، فأبهروا العالم في العمل والإنجاز، والشاهد النموذج على ذلك محافظة العلا.

مركز للثقافة والتراث

من البصمات التاريخية على التطوير السياحي في المملكة، مدينة العلا، التي أصبحت من المناطق التي تستقطب سائحي العالم، وهي التي عرفت قبل الإسلام باسم دادان، وواحدة من المناطق التي شهدت أقدم استيطان حضاري، من العصور الحجرية، بعد أن خصها الخالق بوفرة مياهها العذبة، وخصوبة أرضها.

وتسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا على نحو جاد، لتعزيز دور مدينة العلا كمركز للثقافة والتراث في العالم، انسجاماً مع مشاعر الفخر والمحبة العميقة لسكان المملكة تجاه المحافظة، وزيادة الرغبة في السفر إليها.

إبداعات الحضارة النبطية

تضم العلا معالم تاريخية إنسانية، يظهر من بينها موقع الحجر، الذي بنته إبداعات الحضارة النبطية، أول موقع سعودي معتمد على لائحة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»، ويحوي الموقع مملكتي لحيان ودادان الأثريتين، بين مطلع القرن التاسع قبل الميلاد، حتى نهايته، إضافة إلى البلدة القديمة التي كانت ملتقى قوافل الحجاج منذ أكثر من ألف عام.

مدينة الحجر

يخضع الموقع التاريخي لمدينة الحجر الأثرية، إلى عمليات ترميم بهدف صون الآثار التي تزخر بها أرض الحضارات، وتعزيز جاذبيتها كوجهة عالمية رائدة للفنون والتراث والثقافة، بما يحقق طموحات رؤية العلا في الحفاظ على الحجر وجماله وهيبته.

وتعد المدينة الأثرية واحدة من أبرز المواقع التاريخية في المملكة، لما تحويه من تراث وحضارات وآثار ومدافن منحوتة داخل الجبال، تعود إلى العصور النبطية، ويبلغ عدد المدافن داخل الحجر نحو 111 مدفناً، تزخر من الخارج بنقوش ورسومات ودلالات على ما انتجته تلك الحضارات.

محمية حرة عويرض

تعد محمية حرة عويرض الطبيعية، الأكبر في محافظة العلا من محمياتها الخمس، حيث تحتوي على 19 نوعاً من الحيوانات المهددة بالانقراض، وعلى 43 نوع طيور، وعلى 55 نوع نباتات نادرة.

وحرة عويرض، هي حرة بركانية، تقع غرب العلا، ترتفع 600 قدم، وتمتد بين مدينة تبوك ومحافظة العلا، ويصل طولها إلى 180 كيلومتراً وعرضها 90 كيلومتراً تقريباً.

وتشتهر حرة عويرض بتضاريسها الوعرة وأوديتها المختلفة، وبفوهاتها البركانية على خط مستقيم على طول الحرة، وهي تتفرع على هيئة ألسن وأذرع كثيرة بين الشعاب والأودية.

جبل الفيل

تحول جبل الفيل الواقع في قلب الرمال الصحراوية، وفي منطقة متسعة تكسوها الرمال الذهبية، من منطقة أثرية مسجلة ضمن عجائب الجيولوجيا، إلى واجهة إعلانية لعدة شركات عالمية، من أبرزها ديور، كارتييه، أديداس، نتفلكس، سوني.

ويجسد الجبل الشهير شكل خرطوم وجسد الفيل، ونُحت بفعل قوة الطبيعة على مدار ملايين السنين من عوامل النحتّ والتعرية بالرياح والماء، وهو عبارة عن صخرة ضخمة ارتفاعها 50 متراً، وتتميز بشكلها الفريد الذي يشبه الفيل، وتحيط بالصخرة مجموعة من الجبال ذات الألوان الفاتحة.

أكبر المكتبات المفتوحة

رسخ جبل عكمة في سجل «ذاكرة العالم» التابع لـ«يونسكو»، أخيراً في إنجاز سعودي جديد، بإدراج موقع آخر في محافظة العلا ضمن قوائم التراث العالمي.

ويعد الجبل أحد أبرز المواقع التاريخية في محافظة العلا، ويُصنّف كأكبر المكتبات المفتوحة في الجزيرة العربية، كونه يضم المئات من النقوش الأثرية والمنحوتات الحجرية التي تم تدوينها منذ آلاف السنين على امتداد الجبل في عصور وحضارات مختلفة.

وتعود معظم نقوش الموقع، التي تتجاوز الـ3 آلاف، إلى النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد، وتضم العديد من الرموز التي تشير إلى الكثير من الكلمات والطقوس الدينية والأنشطة والتعابير البشرية، خلال حضارات عدة عاشت في العلا.

وتعتبر نقوش الجبل ذات أهمية معرفية كبرى، تبرز مكانة العلا التاريخية، كملتقى للتبادل الثقافي عبر الزمن، والتي تعود الى الحضارتين الدادانية واللحيانية، وتكشف تطور اللغات واللهجات، كما شهدت على الممارسات الأدبية منذ القدم.

وتكمن أهمية النقوش في أصالتها وسلامة المعلومات المحفوظة فيها عن الحضارات والممالك العربية القديمة، فضلاً عن دور الهيئة الملكية لمحافظة العلا في الحفاظ على «جبل عكمة»، ضمن أهدافها الرامية إلى أن تصبح العلا أكبر متحف مفتوح في العالم، في تجربة ثقافية مثيرة للباحثين والزائرين، ولإبراز التراث الوثائقي للموقع بصفته مرجعاً موثوقاً لتاريخ الحضارات شمال غربي المملكة.

بولو الصحراء... مستقبل مشرق في السعودية والمنطقة




الزميل غانم السليماني مع الأمير سلطان بن خالد الفيصل

سلطان بن خالد: رؤية بن سلمان في تعدد مصادر الدخل في محلها والإمكانيات متاحة لبلوغ العالمية

بن دويس: الإقبال الكبير على البطولة دليل على العلاقة الوثيقة بتراث الفروسية منذ آلاف السنين

في حدث عالمي، استضافت مدينة العلا بطولة «ريتشارد ميل العُلا لبولو الصحراء»، بالشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع الاتحاد السعودي للبولو، المنظمة المتخصصة في تعزيز وتطوير رياضة البولو في جميع أنحاء المملكة.

واستقبلت العلا 8 فرق، هي: العلا، وريتشارد ميل، وبنتلي، وساب الأول، والخطوط السعودية، ودادان، وخيبر، وتيماء، وهو ضعف عدد الفرق المشاركة في نسخة 2022، لتَعِدَ بمستقبل مشرق لرياضة البولو في المملكة العربية السعودية، والمنطقة.

وبلغ إجمالي اللاعبين المشاركين في هذه النسخة 24 لاعباً من 12 دولة، في منافسات حماسية أشعلت أجواء العلا، حيث تعتبر الهيئة الملكية هذه الإحصاءات مؤشراً إيجابياً تعكس نمو وتطور البطولة، عاماً بعد عام.

وفاز فريق السعودية للبولو بلقب البطولة، التي جرت في قرية الفرسان للفروسية بالعُلا، بعد فوزه على فريق ريتشارد ميل بنتيجة 9 - 5، وسلم كأس البطولة الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية بمحافظة العلا عبير العقل، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للبولو عمرو زيدان.

وأنهى فريق العلا مشواره في البطولة بالمركز الثالث، بينما حل فريق تيماء في المركز الرابع.

وحصل بابلو ماكدونو على جائزة أفضل هدف، ونال أدلفو كامبياسو (السعودية) جائزة الهداف، وحصل الأمير حمزة بن عباس (خيبر) على جائزة اللاعب الواعد، وحصد سايو دانتاتا (السعودية) جائزة أفضل لاعب، ونالت ميلسا قانزي (السعودية) على جائزة أفضل لاعبة، فيما تسلمت يوانا هانبري (ريتشارد ميل) جائزة الروح الرياضية.

رؤية في محلها الصحيح

وأكد الأمير سلطان بن خالد الفيصل، أن رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المضي نحو تعدد مصادر الدخل في المملكة، واضحة جداً والرؤية في محلها الصحيح، والامكانيات متاحة لتحقيق تلك الأهداف بالوصول إلى العالمية.

وقال الأمير سلطان خلال مشاركته في البطولة، إن «البطولة تقام للمرة الثالثة. واتحاد البولو السعودي والهيئة الملكية يقومان بعمل جبار في التنظيم وجلب أفضل اللاعبين في العالم».

وأشار إلى أن للبطولة هدفين، الأول تعريف الشعب السعودي باللعبة التي تعتبر من المنافسات الجميلة مثل سباق الخيل وقفز الحواجز وسباق التحمل، والبولو فيها تكامل كبير من مدربين ولاعبين وفيها مجال للاستثمار ولها عوائد مستقبلية. أما الهدف الثاني «تعريف العالم خارج المملكة بمدينة العلا التاريخية الجميلة ومناظرها الخلابة ونستقبل الجميع بكل حب ومحبة».

نجاح مبهر للبطولة

من جهته، وصف الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للبولو رئيس البطولة فيصل بن دويس، الإقبال الكبير على البطولة بالنجاح المبهر ودليلاً على العلاقة الوثيقة بتراث الفروسية التي تمتد لآلاف السنين.

وأضاف أن البولو حافظت على مكانتها في قلب الجمهور السعودي، ونتطلع لتعزيزها بشكل أكبر في المستقبل القريب، مقدما شكره لوزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، لاهتمامه بنجاح البطولة وتحقيق أهداف إستراتيجية اللجنة، ومتابعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد عمرو زيدان.

ستبقى طويلا في الذاكرة

أما رئيس قطاع الرياضة بالهيئة الملكية لمحافظة العلا زياد السحيباني، فقال: «نود أن نعرب عن خالص امتناننا لشركائنا في الاتحاد السعودي للبولو، لدعمهم الثابت ومساهماتهم التي لا تقدر بثمن لتنظيم هذه البطولة، ولما كان لهم من دور محوري في البطولة».

كما أعرب عن الشكر للاعبين الموهوبين والرعاة الرسميين والجماهير المتحمسة، الذين ساهموا في جعل هذه البطولة ذات أثر كبير سيبقى طويلا في الذاكرة.

موقع الحجر- من إبداعات الحضارة النبطية - أول تراث سعودي على لائحة «يونسكو»- البلدة القديمة كانت ملتقى قوافل الحجاج منذ أكثر من ألف عام- 111 مدفناً تعود إلى العصور النبطية

محمية حرة عويرض- الأكبر في العلا - تحوي 19 نوع حيوانات مهددة بالانقراض و43 نوع طيور و55 نبتة نادرة

جبل الفيل- منطقة أثرية مسجلة ضمن عجائب الجيولوجيا- واجهة إعلانية لشركات عالمية مثل: ديور- كارتييه- أديداس- نتفلكس- سوني

جبل عكمة- 3 آلاف نقش ذات أهمية معرفية كبرى تبرز مكانة العلا كملتقى للتبادل الثقافي عبر الزمن- الهيئة الملكية للمحافظة تهدف إلى أن تصبح العلا أكبر متحف مفتوح في العالم

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي