No Script

تطمح نحو أكبر اقتصادات العالم

«الراي» تستكشف المقومات السياحية والاقتصادية في الهند

تصغير
تكبير

كان يوماً استثنائياً في عملي الصحافي... فبينما كنت أعمل في مكتبي بالجريدة، وصلتني دعوة رسمية من السفارة الهندية، لزيارة الهند واستكشاف مقوماتها السياحية والاقتصادية، وكانت هذه الفرصة الفريدة مثيرة بالنسبة لي، وقررت الاستجابة للدعوة، واكتشاف عجائب هذا البلد الذي يجمع بين التاريخ العريق والتقدم الحديث، والذي يطمح لتعزيز موقعه في مقدمة أكبر اقتصادات العالم.

وبعد إتمام الإجراءات الخاصة بالسفر، طارت الطائرة من الكويت، وبعد ساعات من الطيران، وصلنا إلى مطار دلهي في ساعات الفجر الأولى، وعلى الرغم من البرد الشديد ذهلت بالحياة النابضة في كل مكان، وتم استقبالي مع زملائي الإعلاميين، بكرم هندي حار وابتسامات ودية، وكان ذلك بداية مثالية لرحلتي.

وفي اليوم التالي، وبسبب تغير الطقس شعرت بوعكة صحية، فذهبت لأحد أكبر المستشفيات في العاصمة الهندية، بعد سماعي عن تميزه ووجود العديد من المرضى الخليجيين فيه، فكان التعامل في غاية الرقي في قسم مخصص للأجانب، يدير الاستقبال فيه طبيب يمني، سهل لي لقاء الاطباء بالسرعة الممكنة.

كما كان لدي الفرصة للالتقاء بالسكان المحليين، وفهم أسلوب حياتهم وتقاليدهم، وتبادل القصص والأحاديث معهم، وأنا أشعر وكأنني جزء من هذا المجتمع التاريخي والحيوي.

رحلتي إلى الهند لم تكن مجرد تجربة عمل، بل كانت رحلة شخصية وفرصة تعلم فريدة من نوعها. اكتسبت رؤى جديدة حول العالم، مع توسع أفقي في ما يتعلق بالثقافة والاقتصاد.

تاج محل... رمز الحب الخالد

وجهتي الأولى كانت إلى تاج محل في أغرا... وعندما بدأت في الاقتراب من هذا العمل الفني الرائع، شعرت بالدهشة والإعجاب، حيث ظهر أمامي الجَمال المتلألئ لتاج محل على ضفاف نهر يامونا، كأنه يحكي قصة حكايات العظمة والحضارة، حيث يعتبر تاج محل واحداً من أروع المعالم التاريخية في الهند، والوقوف على ضفاف نهر يامونا يعزز من رونق هذه التحفة الفنية.

تجولت في باحات تاج محل، حيث الحدائق الجميلة والمباني التاريخية، حيث شيد هذا الضريح البيضاوي الرائع من قبل الإمبراطور الهندي شاه جهان، كتحفة للحب الأبدي لزوجته ممتاز محل، ويعكس تصميم تاج محل الرفيع والمتناغم تطور الفن الهندي وازدهاره في عهد الإمبراطورية المغولية، فكانت رحلتي إلى تاج محل لحظة فريدة وذكرى لا تنسى.

التحالف الدولي للطاقة الشمسية... أمن وعيش مستدام




جوشوا ويكليف يقدم عرضاً عن التحالف الدولي للطاقة الشمسية

محطتنا التالية كانت في مقر التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA) الذي يواصل لعب دور محوري في تعزيز أمن الطاقة، وتعزيز سبل العيش المستدامة في جميع أنحاء البلدان الأعضاء فيه.

تم تشكيل التحالف من البلدان الغنية بالموارد الشمسية، لتلبية احتياجاتها الخاصة من الطاقة، وقد تم إطلاقه في 30 نوفمبر 2015، من قبل الهند وفرنسا لتنفيذ اتفاق باريس. وحتى الآن، وقعت نحو 120 دولة على الاتفاقية الإطارية للتحالف، بما في ذلك 11 دولة في الاتحاد الأوروبي.

وفي غرفة كبيرة تحتوي على أعلام الدول المشاركة في «التحالف»، قدّم رئيس العمليات فيه جوشوا ويكليف، عرضاً واضحاً أكد لنا من خلاله أن «التحالف الدولي للطاقة الشمسية يواصل لعب دور محوري في تعزيز أمن الطاقة وتعزيز سبل العيش المستدامة، في جميع أنحاء البلدان الأعضاء فيه، من خلال استبدال الوقود الأحفوري كثيف الكربون بالطاقة الشمسية النظيفة والمتجددة».

وأوضح ويكليف أن «وكالة الطاقة الدولية نجحت في تنفيذ العديد من المبادرات لدفع التحول نحو مستقبل أكثر إخضراراً».

ويهدف التحالف العالمي للطاقة الشمسية إلى جذب استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار، لتسهيل الوصول إلى الطاقة النظيفة لنحو 40 مليون أسرة أفريقية بحلول عام 2030، ما سيستفيد منه نحو 200 مليون شخص. وأفاد ويكليف بأن «التحالف أطلق مشروعه التجريبي الأول في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي خلال COP28 في دبي».

وأوضح أن «التحالف العالمي للطاقة الشمسية أطلق كذلك تحدي الشركات الناشئة SolarX لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، بناءً على نجاح نظيرتها الأفريقية»، مبيناً أن «هذه المبادرة تهدف إلى تحفيز ريادة الأعمال في قطاع الطاقة الشمسية من خلال توفير الدعم المالي وبرنامج تسريع مكثف والإرشاد لـ 20 شركة ناشئة مختارة».

وكيل وزارة النفط الهندي: يمكن التعاون مع الكويت

في مجال الاستكشافات وتبادل الخبرات ومنتجات المصافي




بانكاج جين مع الزميل خالد الشرقاوي

ملتقى الهند للطاقة سيوفر مزيداً من الفرص للتعاون بمشاركة كبرى شركات النفط

نحن ثالث أكبر مستهلك للنفط والغاز في العالم ومعظم وراداتنا منهما مصدرها دول الخليج

من ضمن برنامج الرحلة، لقاء مع وكيل وزارة النفط والغاز الطبيعي الهندي بانكاج جين، الذي أشاد بالعلاقات الوطيدة التي تربط بين بلاده ودول الخليج، التي بدأت منذ فترة طويلة قبل اكتشاف النفط والغاز.

وأشار جين، في حديث للوفد الصحافي، إلى إمكانية التعاون مع الكويت في مجال الاستكشافات النفطية وتبادل الخبرات ومنتجات مصافي النفط، لافتاً إلى أن «مصفاة الهند تنتج العديد من المواد التي لا تنتجها المصافي الكويتية التي بدورها من الممكن أن تمد الهند باحتياجاتها في هذا الشأن»، كاشفاً عن «عقد ملتقى الهند للطاقة في شهر فبراير الجاري، ومن المزمع أن تشارك به كبرى شركات النفط الخليجية والعالمية، حيث سيوفر مزيداً من الفرص للتعاون، وتوقيع اتفاقيات وعقود بين هذه الأطراف المشاركة لتحقيق مصالح الجميع».

وأوضح أن «متانة العلاقات مع دول الخليج تعكسها الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، والتي تضمنت زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى كل من سلطنة عمان والإمارات».

ولفت إلى أن 5 من دول الخليج هي من أهم الشركاء التجاريين مع الهند، في ما يتعلق بالنفط والغاز، إضافة إلى مجالات أخرى كالأسمدة والصناعات العضوية.

وتابع «بلادي تتعاون مع دول الخليج، في ما يتعلق بالطاقة على 3 محاور هي النفط الخام والغاز والمواد البتروكيماوية. ومعظم ورادات الهند من النفط والغاز مصدرها دول الخليج، حيث إن بلادي هي ثالث أكبر مستهلك للنفط والغاز في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، بما قيمته نحو 119 مليار دولار»، لافتا إلى أن «نحو 60 في المئة من احتياجات الهند النفطية يتم الحصول عليها من دول الخليج التي تمثل أهم مصادر حصولها على الطاقة».

واستطرد أن استهلاك بلاده من الطاقة يبلغ 3 أضعاف متوسط استهلاك الدول الأخرى، مؤكداً أنه «على الرغم من ازدياد توجه الهند إلى الطاقة النظيفة والمتجددة في مختلف المجالات إلا أن طلبها على النفط الأحفوري سيستمر في الزيادة والنمو بسرعة كبيرة، وبناء على ذلك فإن على منتجي الطاقة الوضع في الاعتبار هذه التوجهات».

وأوضح أن «لدى الهند مصدرا آخر للطاقة، وهو استخراج الميثانول من المحاصيل الزراعية المتوافرة بكثرة في بلاده أو الغاز الناتج من تأكسد الأطعمة».

وكشف أن «التحديات الأمنية التي شهدتها المنطقة أخيراً تؤثر على تكلفة النقل في الخطوط الملاحية البحرية وتتسبب في ارتفاع الأسعار وذلك مع زيادة كلفة التأمين، بما يؤثر سلباً على المنتجين والمستهلكين».

وأكد جين أنه «بالرغم من الاحتياجات المتزايدة للهند لمصادر الطاقة البديلة والمتجددة، إلا أن ذلك لن يؤثر على حاجة الهند للطاقة التقليدية من النفط والغاز»، موضحاً أن «الفترة المقبلة ستشهد تزايداً في الطلب على الوقود التقليدي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي