No Script

نقطة على الحرف

المخاض

تصغير
تكبير

قبل الولادة، يكون المخاض والكل يترقّب القادم الجديد للترحيب به كفرد جديد من أفراد الأسرة والمجتمع... نحن بعد أيام قليلة موعودون بمولود جديد قد نفرح به أو نتعس به؟

يوم الرابع من أبريل، الكويت موعودة بمجلس نيابي جديد تكتمل معه مسيرة الحياة الديموقراطية والتي استنتها الكويت منذ أكثر من ستين عاماً شهدت فيها مخاضات عسيرة، ولكنها في مفهوم العرف الديموقراطي متوقعة ومقبولة لكي يصل المجتمع إلى درجة النضج الديموقراطي، ولنا أُسوة حسنة في الديموقراطيات المتقدمة... فلا نجزع مما يحصل بين الفترة والأخرى، بل نتقبله ونعمل على الاستفادة من الإخفاق إلى تصحيح الأخطاء وتحسين المخرجات.

المجتمع اليوم، يمر بمرحلة غريبة لم تكن متوقعة في ظل التطور الثقافي والعلمي... العالم المتحضر أفاق من كوابيس الفئوية والعنصرية والشعوبية لينطلق إلى رحاب التقدم والنمو والتنافس الاقتصادي والعلمي وكأنه أخذ من تعاليم ديننا الحنيف خارطة الطريق بعد أن رزخ في أتون الصراعات الاثنية والعرقية لعقود طويلة ... إذاً، لا غرابه في استهجان هذا العالم لعودة الأحزاب اليمينية والفكر الشعبوي مرة أخرى للإدراك بخطورتها على مجتمعاتهم المتعايشة...

نحن اليوم نسير في الاتجاه المعاكس تماماً! لا نهدأ فترة إلا وبدأت الأصوات النشاز تضرب بوحدة المجتمع، بل نصّبت أنفسها لتقوم مقام الدولة في معالجة ملفات عديدة... نعم هناك أخطاء بحاجة إلى معالجة فورية ومتأنية في الوقت نفسه لتنقية البلاد من شوائب الفساد التي طالت مؤسسات عديدة... هذه المعالجة بحاجة إلى تعاون صادق بين جميع السلطات بعيداً عن الأنانية والمصالح الذاتية والفئوية والقبلية إذا ما أردنا بناء وطن بروح المواطنة الواحدة.

ولذا فإن يوم الخميس المقبل هو يوم الاختبار الأول لحرائر وأحرار الكويت لاختيار من يستطيع النهوض بالبلاد وتحقيق مصلحة المجتمع ككل، وهذا لا يتسق مع أي مرشح له سوابق فساد مادي أو أخلاقي. فتصويتنا أمانة في أعناقنا ودين علينا لوطننا فلا تبخسوا الكويت حقها في اختيار الصادق الأمين.

وبالمثل نتطلع إلى أن تكون الحكومة المقبلة بتشكيل جديد يخرج من عباءة المحاصصة والنسق القديم المتكرّر... نريدها حكومة برجال ونساء دولة بما تعنيه الكلمة من معنى...

ولنا موعد قريب بإذن الله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي