رأي قلمي

لا تتردّد لحظة...!

تصغير
تكبير

من المُتّفق عليه أنّ الأخلاق في كل مجالات الحياة، تُشكّل الأساس الأعمق للإنسان، كما أننا نعرف أن أهم صفتين لأي مسؤول أو موظف هما: القوة والأمانة على ما أصّلته ابنة شعيب حين قالت: «يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ». القصص (26).

القوة تعني الكفاءة والجدارة والمهارة العالية، والأمانة تعني الأخلاق التي يتطلبها النجاح في العمل، والأخلاق المطلوبة للتعامل بين الممارس السياسي وبين شركائه ومنافسيه من جهة، وبينه وبين الجماهير العريضة التي يعمل على خدمتها. نبينا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جعل من الأهداف العليا والنهائية لرسالته إصلاح الشأن الأخلاقي حيث قال: «إنما بُعثت لأتمّمَ صالح الأخلاق». متفق عليه

مرّت علينا مشاهد وندوات وحوارات ومقابلات تلفزيونية كثيرة من المرشحين لانتخابات 2024، بعضهم يخطب خطاباً سياسياً مُجسّداً في رسالة، فنحن حين نتحدث عن الخطاب السياسي، نتحدث عن الفكر السياسي الذي يحمله الفاعل في مجال السياسة. ضرورة الخطاب السياسي نابعة من أنّه يعبر عن الرؤية السياسية لصانعه. ومن أخطر ما يقع فيه الممارس السياسي الدعاية السياسية المُضلّلة والتّعصّب لمجموعته، لأن الأسس العميقة للإخفاق الأخلاقي في معظم الممارسات السياسية، تتمثّل في الكذب وخداع الجماهير.

كُلّنا أمل أن يكون الغالبية العظمى من المرشحين لديهم أهداف كبرى مثل: تنمية الوعي السياسي لدى عموم الشعب، لهذا لا بد أن يشرح المرشح رؤيته لواقع البلاد، والمُشكلات التي تعاني منها، وشرح رؤيته لسبل مُعالجتها، حتى توضّح الأمور لدى الجمهور، ويكسب تأييدهم ودعمهم، بثّ الأمل والرجاء في نفوس الناس بعد أن سيطر عليهم القنوط والشعور بانسداد الآفاق، وهذا هدف مُهمّ للغاية، ربط الجماهير بالقيم والمُثل العليا التي يؤمن بها الفاعل السياسي مثل: الحرية والعدالة والاستقلال الوطني ومساعدة العناصر الضعيفة في المجتمع.

يستطيع الممارس السياسي أن يرد التّهم التي تُوجّه إليه، وكشف الشبهات التي تُثار حول سلوكه الشخصي أو مواقفه السياسية، فمجال السياسة هو مجال تقاذف التّهم وتبادل الانتقادات من كلّ شكل ولون، تنبيه الناس إلى خطورة انتشار نزعات العنصرية، والتطرف والاستعلاء... وتأثيرها المُدمّر في تماسك الشعب وإجماعاته الوطنية.

من كانت أخلاقه القوة والأمانة، وأهدافه كما ذكرناها سابقاً، لا تتردّد لحظة في انتخابه، وضع علامة الصح أمام اسمه، لننهض بالبلاد في كلّ المجالات السياسية والتربوية التعليمية والاجتماعية والاقتصادية. اللهمّ سدّد أيادينا لاختيار الأصلح والأنفع للبلاد والعباد.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي