No Script

قيم ومبادئ

أُسوة حسنة

تصغير
تكبير

إنّ حياة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أعظم مثال يجب أن يحتذيه المعلمون والمربون والسياسيون والقادة المصلحون للوصول إلى التخلق بأكرم الخصال، وكيف يكون الصدق مع الله بالقول والعمل، أولاً الثبات على الطريق ولو طال الوسيلة إلى النجاح والوصول.

ولا حاجة لنا بتاريخ حياة الفلاسفة البائد ولا سيرة حكماء اليونان وعلماء الهنادك والأعاجم، فلدينا في تاريخنا حياة شريفة ملؤها الجد والمثابرة والعمل والصبر والحب والحكمة والشرف والسيادة والإنسانية الكاملة في نبينا الكريم، صلى الله عليه وآله وسلم.

كان على ثقة من نجاح دعوته وانتشارها فكان يقول لقريش في مقتبل العمر (يا بني عبدالمطلب فإني والله لا أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة). ومع هذا كان حليماً سمح الأخلاق ولم يزعجه أن كان قومه يؤذونه ويزدرونه ويضعون التراب على رأسه ويلقون على ظهره أحشاء وسَلَى الجزور وهو ساجد لله، بل كان يقول في قرارة نفسه (اللهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون).

كان واسع الأمل عالي الهمة صلباً في الحق لبث في مكة 13 سنة يدعوهم ليلاً ونهاراً فلا يُلبي دعوته إلّا الرجل بعد الرجل وعلى ستر وتخفٍّ، فلم يبلغ الملل من نفسه ولم يخلص اليأس إلى قلبه على الرغم من أن الواقع السيئ الذي واجهه ليس كواقعنا السيئ اليوم، بل هو أشد وأنكى وما زال هذا شأنه حتى جاءه الإذن من الله بالهجرة إلى المدينة، فانتقل الإسلام بانتقاله من السكون إلى الحركة ومن طور الخفاء إلى طور الظهور... وهنا تجلّت الحقيقة الكبرى وهي أن طالب الحق لا بد أن يجد بين الرجال المحقّين أعواناً وأنصاراً... فكانت طلائع المهاجرين الذين آووا إلى بيوت من تبوأوا الدّار والإيمان من قبلهم يحبون مَن هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أُوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، مفلحون لأن قدوتهم الرسول، صلى الله عليه وسلم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي