No Script

حديث القلم

العنصرية أعيت مَن يداويها!

تصغير
تكبير

لقد تكون المجتمع الكويتي من خلال هجرات متعاقبة منذ عهد الشيخ صباح الأول، واستمرت هذه الهجرات حتى القرن العشرين، وهذا الأمر ليس سراً أو حديثاً يحظر تناوله أو نشره، فجزء من سكان الكويت كان متواجداً على أرض الكويت قبل قدوم العتوب في القرن الثامن عشر الميلادي، والجزء الآخر جاء مهاجراً إما من نجد والأحساء، أو من العراق وإيران، بالإضافة إلى القبائل البدوية التي كانت مستقرة في صحراء الكويت، أو كانت تتحرك وتتنقل وتلك هي سمة أهل البادية الأساسية وهي الارتحال.

الأهم من كل ذلك، أن هذا التنوع الثقافي أعطى نكهة خاصة للمجتمع الكويتي منذ القدم، حيث ساد التعايش السلمي بين كل فئات المجتمع المختلفة، وأصبح ما يجمع أطياف المجتمع الكويتي الجوار أو الصداقة أو الزمالة والمصاهرة في بعض الأحيان.

من المؤسف حقيقة أنه بعد هذه التجارب التاريخية، وبعد أن جمعتنا جميعاً الهوية الكويتية والمواطنة، أن يأتي اليوم من يهاجم فئة من فئات المجتمع، أو قبيلة من القبائل، كما حصل أخيراً دون أي اعتبار لكل هذا التاريخ وكل تلك التضحيات التي جمعت الشعب الكويتي تحت مظلة واحدة اسمها الكويت، ولا شك أن الإساءة هي إساءة لنا جميعاً، وضرب متعمد بوحدتنا الوطنية التي هي صمام أماننا الأول، وكم أشعر بالخجل من هذه العنصرية البغيضة، لأنها في النهاية إساءة لتاريخنا، وللأسف أن البعض وصل إلى الحضيض وشوه تجربتنا الديموقراطية وتاريخنا الاجتماعي وتعايشنا السلمي.

في النهاية... كل من يحمل الجنسية الكويتية هو نظير لك في المواطنة، وليس من حقك إقصاء أحد، أو الطعن بأي مكون من مكونات الشعب الكويتي، كما ليس لديّ أدنى شك بأن العقلاء كُثر، والعاقل يعرف تماماً كيف يخدم وطنه وكيف يكون مواطناً صالحاً، أما بوابة الطعن واللعن والابتذال فهي تتسع لأناس محدودي العدد والقدر ولا تتسع للجميع.

** وخزة القلم :

الإخوة في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، إن كنتم لا تشعرون بالخجل فتلك مصيبة، وإن كنتم تشعرون بالخجل دون أن تساهموا بتطوير وإعادة سمعة وهيبة منتخب الكويت، فالمصيبة أعظم!

X : dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي