دعاة شدّدوا على إعلاء كرامة الفرد... ومحاربة اليد السفلى

لا... «شرعية» للتصدّق على المتسوّلين

تصغير
تكبير

أكد عدد من العلماء الشرعيين والدعاة، أن «ظاهرة التسوّل تُعد ابتزازاً، وأكلاً لأموال الناس بالباطل»، لافتين إلى أن «المحترف لهذه المهنة يُطعم أبناءه سُحتاً».

وشدّدوا على أن «الإسلام حارب اليد السفلى، التي تمتد بالتسوّل وتعرّض المجتمع لادعاء الفشل والكسل، وفي الوقت ذاته مدح المتعففين»، مبينين أن «الدولة فتحت جمعيات ومبرات لاستقبال الحالات ودراستها ونظّمتها بشكل رائع، ولكن هؤلاء لا يعجبهم النظام ويريدون الفوضى ومخالفة النظم».

وعقب تحذير وزارة الداخلية من ظاهرة التسوّل والمتسوّلين، سألت «الراي» عدداً من المختصين بالشريعة الذين أجمعوا على أن لا شرعية للتسوّل، الظاهرة المشوهة لصورة المجتمع، وشددوا على أن من حق الدولة تطبيق القانون وملاحقة المتسوّلين.

بسام الشطي: أكل أموال الناس بالباطل... ينافي الكرامة الإنسانية

بسام الشطي

اعتبر الأستاذ في كلية الشريعة الدكتور بسام الشطي، أن «التسوّل ظاهرة قبيحة تسيء إلى سمعة المجتمع، وتعكر صفوه وتشوّه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل»، لافتا إلى أن «النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يذل المؤمن نفسه، وحذّر من هذه المهنة ونفّر منها، لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته».

واستدل الشطي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، (ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه موزعة لحم)، موضحاً أن «الدولة فتحت جمعيات ومبرات لاستقبال الحالات ودراستها، ونظمتها بشكل رائع، ولكن هؤلاء لا يعجبهم النظام ويريدون الفوضى ومخالفة النظم، ولا تعلم مَنْ هم هؤلاء؟ بعضهم يأتي بتأشيرة دخول من أجل جمع المال، ثم العودة إلى بلاده، وقد تكون حالته مشبوهة».

وبيّن أن التسول يتنافى مع الكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى للإنسان، وكذلك حرّم الإسلام المسألة، على كل مَنْ يملك ما يغنيه عنها من مال أو قدرة على التكسّب، سواء كان ما يسأله زكاة أو تطوعاً أو كفارة، ولا يحل للمتسول أخذه، مذكرا بحديث العلّامة الشبراملي «لو أظهر الفاقة وظنه الدافع، متصفا بها، لم يملك ما أخذه، لأنه قبضه من غير رضا صاحبه، إذ لم يسمح له إلا على ظن الفاقة».

وذكر الشطي أن «المحترف لهذه المهنة القبيحة يأكل أموال الناس بالباطل، ويطعم أبناءه سُحتاً، (مالاً حراماً)»، معتبرا أنه «مما يسيء إلى صورة بلدنا المبارك، أن نرى أطفالاً صغاراً ونساءً، أرسلوا من قبل أوليائهم إلى الإشارات الضوئية، وإلى أبواب دور العبادات، وعاشوا في الشوارع حفاةً، وبلباس مبتذل، يظهرون العوز والفاقة والكآبة، ليستدروا عواطف الناس، وأنهم ما أخرجهم من بيوتهم إلا الجوع».

وأضاف «عالج الإسلام هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه «مَنْ كان في ضيق وكربة، فعليه مراجعة الجهات المعنية».

أحمد حسين: التسوّل ابتزاز... والعمل أساس للنهوض


أحمد حسين

أكد الشيخ الدكتور أحمد حسين أن الكويت دولة بُنيت على قيم إنسانية، تحترم الحقوق الأساسية للحياة الكريمة التي يجب أن تكون عنوانا للمجتمع الكويتي، وانتهجت تأسيس مجتمع الرفاه والعيش الكريم، منذ أن وجدت على هذه البسيطة، لافتا إلى أنه «من أسباب استمرار هذا النمط الراقي في العيش، احترام العمل وجعله أساس للنهوض باقتصاد البلاد».

وزاد «لا ريب في أن التسول ليس إلا نوعاً من أنواع ابتزاز المجتمع، وإزعاج المواطنين والمقيمين على حد سواء، وتعريضهم للحرج الذي لا مبرر له»، مشيراً إلى أن «التسول ما هو إلا تشويه لصورة الكويت ومجتمعها أمام العالم بأسره، ولذلك فإن التعامل مع مثل هذه التصرفات غير اللائقة أمر ضروري، وهي مسؤولية المجتمع بأكمله».

وشدّد على أن «الإسلام حارب اليد السفلى التي تمتد بالتسول وتعرّض المجتمع لادعاء الفشل والكسل، وفي الوقت ذاته مدح المتعففين، لأن في التعفف ضمان لنموذج التكاتف والتضامن الاجتماعي، وهذا ما نريده لكويتنا الكريمة العزيزة».

أمين النصار: ظاهرة غير حضارية... حلها في المؤسسات

أمين النصار

قال الداعية أمين النصار: «لا شك أن ظاهرة التسوّل غير حضارية في المجتمع العربي والمسلم خصوصاً في المجتمعات الغنية»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه «ينبغي أن تدرس هذه الظاهرة بشكل دقيق جداً، وتدرس الأسباب التي أدت إلى ظهورها على السطح حتى نضع الحلول المناسبة لاختفائها من المجتمع».

وأضاف «لكي لا يقع الظلم على الشريحة المستحقة من هؤلاء المتسولين، فلا بد من تحويلهم إلى المؤسسات الحكومية والاجتماعية، لدراسة أسباب التسول وإعطاء المستحقين المساعدات لأن الفقر كاد أن يكون كفراً».

عبدالله نجيب سالم: حق للدولة... منع الظواهر السلبية

عبدالله نجيب سالم

رأى الداعية عبدالله نجيب سالم، أن من حق الدولة أن تمنع الظواهر السلبية، ومنها المتطفلون في السؤال، لكن لا تمنع المعطين أن يعطوا، وإنما تمنع السائلين من السؤال، حتى لا يُظهروا صورة غير جميلة للمجتمع.

وفيما بيّن أن هناك أحاديث كثيرة تنهى السائل غير المحتاج أن يسأل وأن يريق ماء وجهه، لفت في الوقت ذاته إلى أن «على الدولة أن تقوم بحاجة المحتاجين في المجتمع، وأن تتكفّل بحاجة الفقراء قبل منع السؤال».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي