No Script

ألوان

رفقاً بعاملات المنازل

تصغير
تكبير

كنتُ ومازلتُ أطالب الشعب الكويتي بالرأفة بالطبقة العاملة في المنازل، نظراً لطبيعة العمل والعبء الكبير الذي تتحمله العاملة في البيوت خلال شهر رمضان المبارك.

إن هؤلاء العاملات مسلمات كن أو غير مسلمات، إنما تركن بلادهن وأطفالهن من أجل توفير لقمة العيش الكريمة لأفراد أسرتها، وبالتالي فهي إنسانة وزوجة وأم تركت طفلها الصغير لدى أمها عادة للعناية به، وبالتالي علينا ان نراعي وضعها إنسانياً ودينياً واجتماعياً.

ولنا في سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، أسوة حسنة في الطريقة التي كان يتعامل بها مع عماله، أشهرهم الصحابي أنس بن مالك، حيث الحب والاحترام وعدم الغضب أو الصراخ عليه لأي سبب كان.

وقبل شهر رمضان المبارك هناك مَنْ لا يحدد فترة عمل ثماني ساعات متفرقة صباحاً ومساء للخادمة، وخلال شهر رمضان فإن كمية عملها تتضاعف بصورة أو بأخرى، لذا، علينا ان نحترم إنسانيتها ونعتبرها فرداً في العائلة.

نعم إن العاملة بحاجة إلى الراحة أيضاً، وهي تعمل بجهد مضاعف خلال شهر رمضان، فإذا كانت مسلمة فهي تريد وقتاً للصلاة ولقراءة القرآن، وإن كانت ليست مسلمة فهي بحاجة إلى الراحة بعد عدد ساعات من العمل وهذا حق كفله القانون والمنطق.

بالطبع أعرف الكثير من الأسر الكويتية التي تُحسن التعامل مع العاملات مهما كانت ديانتها أو جنسيتها، بل إن بعضهن رجعن إلى بلادهن وأرسلن بناتهن أو أقاربهن ليعملن عند تلك الأسرة الكويتية، وهي متأكدة من حُسن معاملة ابنتها وهذا ما لمسته خلال السنوات الطويلة التي عاشتها في الكويت، بيد أن هناك بعض التجاوزات التي لا يمكن تجاهلها، الأمر الذي دفع بالحكومة لتشريع قوانين تحمي تلك الفئة الكادحة.

نعم، هناك من بيننا مَنْ يسيء معاملة العامل بل إن بعضهم يفرط في ردة فعله إن ارتكب خطأ ما أو تصرف تصرفاً لم يعجبه، وهناك تحقيقات صحافية وملفات كبيرة لدى كل سفارة تقوم بتوفير هؤلاء الخدم إلى الكويت، ولا أريد سرد بعض القصص التي من شأنها أن تعمل على تشويه صورة الكويت، بل أذكر أن صديقاً لي التقى بأكاديمية في إحدى بلاد جنوب شرق آسيا، ولما سألها ماذا تعرفين عن الكويت قالت إنها بلد نفطي وتسيء معاملة الخدم، فرد عليها صديقي وماذا عن المساعدات التي قدمتها الكويت لبلدك آخرها بعد أن تعرّض بلدك إلى دمار بسبب «تسونامي»؟ فقالت لا أعلم بذلك الأمر مما يدفعنا بالإشارة إلى دور الملحقين الإعلامي والثقافي في كل سفارة بالتواصل مع مختلف وسائل الإعلام والمشاركة في الندوات المختلفة لتسليط الضوء على دور الكويت في تقديم المساعدات دون طلب ومنة، وتقع هذه المشكلة على عاتق معالي وزير الخارجية الذي نتمنى له التوفيق في عمله.

وبالطبع، هناك مَنْ سيذكر بعض النماذج السلبية لبعض العمالة، وبالتالي لا يمكن تطبيق نظرة حادة نحو الجميع خاصة أن هناك من بيننا مَنْ يقوم بفرض التعميم في التعليقات وفي الديوانيات دون الاكتراث إلى الظلم الذي يوجهه للأبرياء منهم.

ولا يُنكر الكثير من العمال من الجنسين فضل الكويت وأهلها في تحسين أوضاعهم المالية، ومع عرقهم عبر سنوات طوال، فقاموا ببناء منازل حديثة في بلدانهم لا يمكن أن يحققوه لو عملوا عقوداً من الزمن، وهنا يأتي الاستثمار الحقيقي لسمعة الكويت وهو التأثير الإنساني بين مختلف شعوب العالم.

همسة:

لنجعل الكويت مكاناً ملائماً للعمال دون تصنّع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي