حروف نيرة

لا رغيف في غزة!

تصغير
تكبير

حُرم أهل غزة من أهم ما يحتاج إليه الإنسان وما لا غنى عنه ليبقى على قيد الحياة، وهو نعمة الطعام والشراب؛ فقد قام الاحتلال الإسرائيلي بمنع دخول ما يكفي من شاحنات الغذاء، بهدف تدمير حياتهم وتهجيرهم من أرضهم، فقد استخدمت إسرائيل وسيلة التجويع المتعمد كوسيلة من وسائل الحرب للإبادة الجماعية.

وقد وصفت لنا وسائل الإعلام حال أهل غزة وأوجاعهم، وعرضت مقاطع فيديو ونشرت صوراً مروعة لآثار الجوع على الأهالي؛ فكميات الطعام لا تلبي احتياجهم، والحصول على رغيف الخبز كان شاقاً، والطحين لا يصل منه إلا القليل، وعند وصول المساعدات الغذائية يقف المنتظرون طوابير لعلهم ينالون منه شيئاً، ومنهم من اقتصر طعامه على التالف منه كالجبن القديم، ويجمعون أوراق الشجر والحشيش والنبات الذي يجففونه، ومع أزمة فقدان الغاز والكهرباء استخدموا طرقاً بدائية للطبخ كأفران الطين أو إشعال الحطب، وعانى معظمهم من نقص الماء النظيف، حتى اضطروا لشرب المياه المالحة والملوثة بما تحمل من ضرر وخطر.

زادت الأمراض بسبب سوء التغذية والجفاف، وبدأت ملامح الجوع تظهر بشدة، تُوفي الكثير خصوصاً الأطفال لعدم تحمل أجسامهم الجوع، ولحاجتهم الشديدة للحليب والطعام الذي يناسبهم، وصعب علاج المرضى لنقص الأدوية والأطباء ودمار المستشفيات.

لقد دمرت أرضهم بأكملها، عاش أهل غزة في خِيَم وفي الطرقات لا مأوى لهم، هُدمت المباني والمدارس والمساجد، وقُصفت مضخات المياه لإغراق بيوتهم وكل ما يمكن اللجوء إليه للراحة.

ومع دخول شهر رمضان، شهر الفرحة وتوزيع الطعام، يقول أحدهم: «الاحتلال لا يريد لنا أي فرحة برمضان، رمضان حزين جداً هذا العام لا طَعْم له، والقصف بالليل والنهار، ولا طعام ولا شراب؛ فإننا في فقر وحرمان»... لا وجود لأي مشاهد رمضانية، حياتهم صعبة والعبء كبير من قبل رمضان... فكيف هو في رمضان؟!

اللهم ارحمهم وارفع عنهم البلاء، وارزقهم الأمن والأمان، وابعد عنهم ظلم الأعداء، والحمد لله الذي رزقنا نعمة السكن الآمن والمأكل والمشرب ووفر لنا الدواء وكل ما يخفف العناء، وأعطانا نعماً لا تُعد ولا تحصى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي