أصبح أطول زعماء روسيا بقاء في المنصب منذ قرنين
بوتين يتفوّق على ستالين
- لم ينجح أحد تاريخياً في ترهيبنا أو قمعنا... ولن ينجح أبداً في المستقبل
- زعيم الكرملين يحقق فوزاً قياسياً بـ 87,28 في المئة من أصوات الناخبين
- حلفاء بوتين يهنّئونه على الفوز في الانتخابات... والغرب يعتبرها «غير شرعية»
حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزاً «قياسياً» في الانتخابات الرئاسية، ليعزز قبضته على السلطة، في نصر قال إنه يظهر أن موسكو كانت على حق بالوقوف في وجه الغرب وإرسال قوات إلى أوكرانيا.
وبينما سارع أصدقاء وحلفاء زعيم الكرملين لهنئته، ندد القادة الغربيون بما وصفوها «انتخابات غير شرعية».
وأعلنت اللجنة الانتخابية في موسكو، أمس، أن بوتين حقق فوزاً «قياسياً» في انتخابات الأيام الثلاثة والتي اختتمت الأحد، معتبرة ذلك دليلاً على أن البلاد موحدة خلف الرئيس الموجود في السلطة منذ نحو ربع قرن.
وقالت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا «إنه مؤشر قياسي»، موضحة أن بوتين نال «نحو 76 مليون» صوت، ما يمثل 87,28 في المئة.
وحل في المركز الثاني، نيكولاي خاريتونوف بـ 4.31 في المئة، فلاديسلاف دافانكوف 3.85 في المئة وليونيد سلوتسكي 3.20 في المئة.
وأضافت بامفيلوفا أن «المشاركة سجلت نسبة قياسية غير مسبوقة قدرها 77,44 في المئة، هذا لم يحصل من قبل في تاريخ روسيا الجديدة».
وستضاف لاحقاً إلى هذه الأرقام نتائج التصويت في الخارج.
وتعني النتائج أن بوتين (71 عاماً) سيضمن بسهولة فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات ستجعله يتفوق على جوزف ستالين، ليصبح أطول زعماء روسيا بقاء في المنصب منذ أكثر من 200 عام. فعلى مدار نحو ربع قرن، حكم ستالين الاتحاد السوفياتي بـ «قبضة من حديد» إلى أن توفي عام 1953.
وبالنسبة لبوتين، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) الذي صعد إلى السلطة للمرة الأولى عام 1999، فإن النتيجة تؤكد أنه ينبغي لزعماء الغرب أن ينتبهوا إلى أن روسيا ستكون أكثر جرأة سواء في السلم أو الحرب لسنوات عديدة مقبلة.
وأكد زعيم الكرملين خلال مؤتمر صحافي في مقر حملته الانتخابية في موسكو، أن «الشعب هو مصدر القوة، ومن صوت كل مواطن تتشكل الإرادة الموحدة لشعوب الاتحاد الروسي».
وقال لأنصاره في خطاب النصر، إنه سيعطي أولوية لحل المسائل المتعلقة بـ «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وسيعزّز قوة الجيش الروسي.
وأضاف: «أمامنا العديد من المهام. ولكن عندما نتوحّد، بغض النظر عمن يريد ترهيبنا أو قمعنا، لم ينجح أحد في التاريخ على الإطلاق في ذلك، ولم ينجحوا الآن، ولن ينجحوا أبداً في المستقبل».
وشدد على أن الانتخابات «ديموقراطية». وقال إن الاحتجاج المستلهم من أليكسي نافالني ضده، لم يكن له أي تأثير على النتائج.
وفي أول تعليق على وفاته، قال إن وفاة زعيم المعارضة كانت «حدثاً حزيناً»، وأكد أنه كان مستعداً لعملية تبادل سجناء، تشمل السياسي المعارض.
ورداً على سؤال من شبكة «إن بي سي» الأميركية، عما إذا كانت إعادة انتخابه، ديموقراطية، انتقد بوتين النظامين السياسي والقضائي الأميركي. وقال: «العالم كله يضحك على ما يحدث (في الولايات المتحدة). هذه كارثة وليست ديموقراطية».
وتأتي الانتخابات بعد ما يزيد قليلاً على عامين منذ أطلق بوتين شرارة أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية عندما أمر بغزو أوكرانيا في فبراير 2022.
وخيمت أجواء الحرب على الانتخابات التي استمرت ثلاثة أيام، وجهت خلالها كييف هجمات متكررة على مصاف للنفط، وقصفت مناطق روسية أخرى، وسعت عبر وكلاء لاختراق الحدود، في تطور أكد بوتين انه لن يمر من دون عقاب.
ورغم أن إعادة انتخاب بوتين لم تكن موضع شك نظرا لسيطرته على روسيا وغياب أي منافسين حقيقيين، فإن رجل الاستخبارات السابق، أراد أن يُظهر أنه يحظى بدعم ساحق من المواطنين.
وجرت الانتخابات، في وقت يقول رؤساء استخبارات غربية إنه مفترق طرق بالنسبة للحرب الأوكرانية والغرب بشكل عام.
ويتداخل الدعم لكييف في السياسات الأميركية الداخلية قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
انتقادات
وتعليقاً على الانتخابات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بوتين «يريد أن يحكم إلى الأبد»، معتبراً ان الانتخابات «غير قانونية».
ورأت باريس أن «الظروف لانتخابات حرة، تعددية، وديموقراطية» كانت غائبة «مرة جديدة» في روسيا.
واعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن إعادة انتخاب بوتين تمّت في عملية اقتراع «من دون خيار» آخر بعد قمع كل أشكال المعارضة.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن «هذه الانتخابات ارتكزت على القمع والترهيب»، ولم تكن «حرة أو نزيهة».
ورفض وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، النتائج، معتبراً أنها «تؤشر بوضوح إلى عمق القمع في ظل نظام الرئيس بوتين، الساعي إلى إسكات أي معارضة لحربه غير الشرعية»، متهّماً الرئيس الروسي بـ»إبعاد خصومه السياسيين، السيطرة على وسائل الإعلام، ومن ثم تنصيب نفسه فائزاً. هذه ليست ديموقراطية».
ترحيب
في المقابل، اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ، أن فوز بوتين «يظهر بشكل كامل دعم الشعب الروسي» له.
وقال في رسالة تهنئة، إن الصين تقف على أهبة الاستعداد للحفاظ على تواصل وثيق مع روسيا من أجل تعزيز التنمية المستدامة والسليمة والمستقرة والمتعمقة لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.
وخلال مؤتمره الصحافي، ذكر بوتين أن العلاقات بين موسكو وبكين «تُمثل عامل استقرار في منطقة أوراسيا».
كما بعث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، «بخالص تهانيه لبوتين على فوزه الحاسم وإعادة انتخابه رئيسا لروسيا الاتحادية».
واعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن «شقيقنا الأكبر انتصر، وهو أمر يحمل بشرى للعالم».
وأكد زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك أن «الشعب الصربي رحّب بسعادة بانتصار الرئيس بوتين، إذ أنه يرى فيه رجل دولة عظيماً وصديقاً يمكنهم على الدوام الاعتماد عليه وسيحمي شعبنا».