No Script

ألوان

توبة المدمنين

تصغير
تكبير

يقف القانون بحزم ضد الكثير من الجرائم حماية للمجتمع خصوصاً في ما يتعلق بعالم المخدرات بكل تفاصيلها للحد من تفشي الآثار السلبية لتلك الآفة التي تفتك بالمجتمع.

ومثلما يكون هناك من يخطئ فإن الكثير منهم يحاول التوبة والدخول في برنامج إعادة تأهيل كي يعود إلى وضعه السابق قبل الاستسلام لسياط المخدرات من قبل القانون والسلطة والمجتمع.

وعلى الرغم من تفاقم تلك الظاهرة التي باتت إحدى تحديات العالم الحديث إلا أن هناك مبادرات من قبل بعض الحكومات وبعض مؤسسات المجتمع المدني التي تمد يدها إلى المدمن الذي يقرر التوبة والابتعاد عن عالم الانحراف.

وفي الكويت لدينا أكثر من مؤسسة ومبادرات فردية منها ما قام بها المهندس الشيخ عبدالحميد البلالي، الذي بذل جهداً كبيراً عبر عقود من الزمن وما زال مستمراً لمد يد العون للتائبين ممن تأثروا بعالم الإدمان على المخدرات، ولقد كان يعمل وحيداً ثم سرعان ما وجد من بعض الوزارات والمؤسسات الدعم الكبير والتفاعل إلى ان وصل الأمر إلى التنسيق مع بعض المؤسسات الخاصة في الكويت.

وعلى الجانب الآخر، نجد الكثير من أفراد المجتمع يرفض عودة التائبين من المخدرات، أو أنه لا يميل إلى فكرة ادماجهم في حياة المجتمع، علماً بأن معظمهم لديه شهادات عليا وبعضهم كان ناجحاً في حياته، وكان يتمتع بحياة اجتماعية كريمة، إلا أن ظروفاً ما جعلته يتعرض لحالة ضعف ما دفع ثمنها أضعافاً من حياته.

وعندما يرفض المجتمع هؤلاء الأبناء إنما يرفض توبتهم وعودتهم وبالتالي فاننا ندفعهم إلى العودة لمستنقع الانكسار والعودة إلى عالم المخدرات لأنهم الوحيدون الذين يتقبلونهم، وكل من يرفض إتاحة الفرصة الثانية للتائبين من الإدمان هو إنسان قاس في حق إنسان يريد تصحيح المسار، سواءً كان ذلك من خلال رفض إتاحة الفرصة لهم كي يمارسوا العمل أو أن يتزوجوا ويقوموا بتكوين أسرة متحابة.

نعم، هؤلاء المدمنون أبناؤنا الذين نحبهم ولا نريد ضياعهم مهما كانت تفاصيل التفاصيل في قصصهم التي تروى بدقة وبغير دقة من قبل أهل القانون والإعلام وفي الديوانيات.

ويمكن دمج المدمنين التائبين في بعض المؤسسات مع متابعتهم وإجراء الفحوصات الطبية الدورية والمفاجئة لمدة خمس سنوات، عندها تتضح الحقيقة إن كانوا قد تابوا عن سلوكياتهم السابقة أم لا، وبعدها يمكن دمجهم في مؤسسات أخرى إلى أن يعودوا مواطنين عاديين كي لا نفقدهم، فمهما كان فهم أبنائنا يجب ألا نتخلى عنهم مهما كانت الظروف.

وعلينا ألا نقسو عليهم، فكل شخص إما لديه فرد تعرّض للإدمان أو أنه يعرف شخصاً، إما قريباً له أو صديقاً له أو جاراً كان يشاركه الكثير من الأمور الإيجابية في المجتمع قبل أن يمر بحالة ضعف دفعته إلى الانجراف والانحراف وهو خطأ كبير لكن ليس الخطأ في ارتكاب الخطأ بل في الاستمرار في ارتكاب الخطأ وليس عيباً الاعتراف بالخطيئة ومحاولة وضع خارطة طريق للعودة إلى الطريق السليم.

همسة:

كلنا نخطئ ونستحق فرصة أخرى في الحياة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي