No Script

من الخميس إلى الخميس

هل تبحث عن التغيير؟

تصغير
تكبير

كل عام وفي شهر رمضان يحاول الكثيرون أن يستفيدوا من هذا الشهر المميز ويطلبوا التغيير في حياتهم للأفضل، في الغالب سيفشل الكثيرون في تحسين حياتهم كما سيفشل كل من يطلب التغيير في المناسبات.

قبل سنوات حضرت دورة عن أسلوب كايزن (Kaizen) في الإدارة، أسلوب (كايزن) هو منهج ياباني للتغيير والتطوير تم استخدامه من قبل اليابانيين بعد خسارتهم في الحرب العالمية الثانية، من خلال هذا الأسلوب طوّر اليابانيون إدارتهم لكل شيء، من نمط الحياة حتى المصنع، والغريب أن هذا الأسلوب نجح في خلق إدارة ناجحة في قوم كانوا مُحبطين بسبب الخسارة الكبيرة التي ألمّت بهم؛ ولا يملكون ما يكفي من أدوات الإنتاج الأولية.

أسلوب (كايزن) نجح في تغيير الإنسان فجعله ينافس وينتصر على أمم مُنتصرة، وجعله يتفوّق على دول تملك مصادر المواد الأولية التي حُرم منها.

ولكن ما هو أسلوب كايزن الذي صنع التغير؟

(كايزن)، كلمة يابانية من شقّين، «كاي» وهو التغيير و«زن» وهو الأفضل، أي أن الكلمة تعني التغيير للأفضل وهي طريقة وفلسفة ابتكرها تاييشي اوهونو (Taiichi Ohno) من أجل قيادة المؤسسات الصناعية والمالية بل ولتطبيقها في جميع نواحي الحياة.

هذا الأسلوب الناجح اعتمد على مبدأ التغيير الدائم، فلا يوجد تغيير موقت أو تبديل في شهر أو سنة، بل يشترط أن يكون التغيير مستمراً ومهما كان حجمه، لهذا اشتهر هذا الأسلوب بأنه تغيير بطيء ومستمر على اعتبار أن أغلب بني البشر غير قادرين على التغييرات الكبيرة.

أسلوب (كايزن) هذا عرّفنا لماذا نفشل دائماً حين نربط تغييراتنا بمناسبات دينية كانت أو اجتماعية، فنحن لا نتغير لأننا نريد أن نتغير، إنما نتغير لأننا نؤمن بالتغيير ونمارس أسلوبه الصحيح، كلنا يبحث عن تغيير شيء ما في حياته، نعرف بعض صفاتنا التي نريد التخلص منها ولكننا لا نعرف الأسلوب الذي يساعدنا على التخلص من النواقص فينا. إنه أسلوب كايزن الذي عرّفنا كيف نتخلص من العيوب في حياتنا؛ وفي مصانعنا؛ وفي إداراتنا، وحين تخلّصنا من النفايات التي تعيق العمل وتعطل الإنتاج يصبح النجاح حتماً حليفنا.

أنصح كل من يرغب في التغيير أن يدرس بتعمُّق أسلوب كايزن، فقد نجح هذا الأسلوب في انتشال أمة من ضعفها وحوّلها إلى أمة قوية وعلى رأس الأمم في التقدم، وإذا عشت بين اليابانيين فترة طويلة، كما فعلت أنا، فستعرف أن أسلوب كايزن جعل من الإنسان الياباني إنساناً مختلفاً وناجحاً.

اليوم نحن نعيش في شهر عظيم هدفه تدريبنا على الصبر، فإذا رغبنا في التغيير فلنجعل صبر رمضان معنا في كل سنوات عمرنا فنحن لن نتغير بين يوم وليلة، أو بين شهر وشهرين؛ بل التغيير عملية مستمرة وتحتاج إلى تدريب.

فليكن هذا الشهر بداية للتغيير المستمر حول الأفضل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي