No Script

رأي قلمي

في كل رمضان...!

تصغير
تكبير

في كل رمضان، النفوس تحظر نفسها حظراً ربانياً روحانياً، والحظر المفروض من الله سبحان وتعالى تكون ساعاته على حسب طول وقصر النهار والليل، وأثناء هذا الحظر تتحرّر النفوس من القيود، وتشكّل في عقولنا الصورة الذهنية لرمضان وفق معطيات واقع وحقيقة هذا الشهر الثمين.

من كان تصوره لرمضان، هو شهر للإكثار من النوم ومتابعة التلفاز وتضييع الأوقات بما لا ينفع فهو كذلك، ومن كان في ذهنه صورة لشهر القرآن أنه دواء لكل مرض سواء كان مرضاً قلبياً أو نفسياً أو عضوياً، فليغتنم الفرصة ويتناول جرعات مكثفة من هذا الدواء، كلٌ بأسلوبه وطريقته التي تتواءم مع نفسه ويراها مناسبة لمحيطه، فلا نتردد ونبدأ من اليوم بأخذ الجرعات كل ساعة تلو الأخرى، جرعات قراءة ورد من القرآن، وأخرى من صلاة النوافل، وثالثة من الإكثار للذِّكر والدعاء، وغيرها من الأعمال الصالحات، خصوصاً الأعمال ذات النفع المتعدي، لنفوز بمضاعفة الحسنات والمغفرة، والرحمة، والعتق من النيران والفوز بالجنات.

إنّ الدقيقة في رمضان تعادل كنوز الدنيا، فلنحرص على كل ثانية ودقيقة في هذا الشهر العظيم، فعظمته تأتي بكونه شهراً يعتبر منظومة حياة، ومنهجاً يمنهج وينظم حياتنا بما يتلاءم مع فطرتنا وجبلتنا، ووفق معطياته. ففيه ليلة من أحياها بالقيام إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدم من ذنبه، وفيه عشر ليالٍ كان - رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذا دخلت أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشدّ المئزر، لتكون مخرجاتنا بإذن الله تعالى تزكيةً وتطهيراً لنفوسنا والارتقاء بها إلى معالي الدرجات والفوز بالجنات.

بدأت القلوب تترقرق فرحاً وسعادةً بقدوم شهر الصيام، شهر تطهير وتمحيص النفوس وتهذيبها، شهر يحمل في طياته رضوان - الله تعالى - عن عباده الصائمين القائمين، ويحمل مغفرة الرب جل جلاله عن المخطئين، ويرحم العبد المؤمن الذي يصوم رمضان مؤمناً إيماناً يقينياً، إيماناً لا ريب ولا شك فيه بأن كل عمل ابن آدم له ما عدا الصيام فالله يجازي به كيف يشاء، محتسباً أجره على الله، راغباً في الجزاء والأجر من الله تعالى، وما سمي رمضان إلا لرمضه للذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحات. وفي الختام نقول.. (اللهمّ بلّغنا رمضان وبارك لنا فيه).

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي